المعرفة للجميع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المعرفة للجميع

زاد المعرفة ونبراس يضيء كل الدروب المظلمة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تحليل نص ومناقشته- الشخص والهوية

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
واحد من الناس
Admin
واحد من الناس


المساهمات : 494
تاريخ التسجيل : 28/10/2011
العمر : 41

تحليل نص ومناقشته- الشخص والهوية Empty
مُساهمةموضوع: تحليل نص ومناقشته- الشخص والهوية   تحليل نص ومناقشته- الشخص والهوية Emptyالإثنين يناير 21, 2013 4:14 pm

الموضوع :

« يجب علينا أن نحدد ما هي العلاقة التي تربط بين أحداث معينة على نحو يجعل منها الحياة الذهنية لشخص ما، من الواضح أن الذاكرة من أهمها جميعا، فالأشياء التي أتذكرها هي تلك التي حدثت لي أنا. وإذا كان بإمكاني أن أتذكر مناسبة ما وأتذكر ضمن هذه المناسبة شيئا آخر فإن هذا الشيء الآخر قد حدث لي أيضا. غير أنه يمكن الاعتراض على هذا القول بأن شخصين قد يتذكران نفس الحدث، لكن مثل هذا الاعتراض ينطوي على خطأ، لا يوجد شخصان أبدا يريان نفس الشيء بسبب اختلاف موقعيهما، كما لا يمكن أن يكون لهما نفس إحساسات السمع والشم واللمس أو الذوق. إن تجربتي يمكن أن تتشابه بشكل كبير مع تجربة شخص آخر لكنها تختلف عنها دوما بهذا القدر او ذاك. فتجربة كل شخص هي تجربة خاصة به لوحده. »

حلل (ي) النص وناقشه (يه)


النموذج:
يعتبر الشخص كائنا متعدد الأبعاد، ويعتبر من المفاهيم المعقدة التي تتميز بالغموض والالتباس فهو يتحدد فلسفيا بأنه كائن حر وواع ومسؤول، وفي المعجم اللغوي يتحدد بالبروز والعظمة والبيان. ومن خلال تأملنا للنص نجد أنه يندرج ضمن مجزوءة الوضع البشري وتحديدا بمحور الشخص والهوية . مما يدفعنا لطرح الإشكالات التالية: كيف يمكننا تحديد هوية الشخص ؟وبم تتعلق هذه الهوية؟ وهل هي ثابتة أم متغيرة؟

من خلال تحليلنا لهذا النص نجد أنه ينطوي على أطروحة مفادها أن الذاكرة هي أساس الهوية الشخصية حيث بين لنا أن الرابط الأساسي للأحداث الذهنية للشخص هي الذاكرة فجميع الأشياء والأحداث التي نتذكرها تكون كلها قد حدثت لنا وحين نتذكر شيئا ما ونتذكر من خلاله أشياء أخرى فإن هذه الأشياء أو الأحداث نكون قد تعرضنا لها مسبقا. فلنأخذ في هذا السياق مثالا من حياتنا الواقعية فمثلا حين نتذكر طفولتنا ونتذكر ضمنها مجموعة من التفاصيل كأول يوم لنا في الدراسة فإن هذا الحدث يكون قد حدث لنا بالفعل وبقي مخزنا في أذهاننا وذاكرتنا. غير أن صاحب النص يشير هنا لقضية مهمة حيث إنه يمكننا الاعتراض على هذا القول بأن شخصين قد يتذكران نفس تفاصيل الحدث إلا أنه نفى هذه النقطة حيث بين لنا أنه لا يوجد شخصان يريان نفس الشيء بسبب اختلاف أوساط عيشهما واختلاف مواقعهما وأنماطهما كما بين أنه لا يمكن أن يكون لنا نفس إحساسات حواسنا المميزة كما أنه بين في أواخر نصه أن تجربة كل شخص هي تجربة خاصة به ينفرد بها لوحده.
ولتفسير الأطروحة اعتمد صاحب النص على جملة من المفاهيم والعبارات من أبرزها نجد مفهوم الشخص الذي هو كائن متميز عن غيره من الكائنات بالوعي والعقل، إضافة لمفهوم الذاكرة التي هي كل ما يربط بين أحداث الشخص الماضية والتي يستحضرها في الحاضر، وإضافة للإحساس الذي هو الإدراك المرتبط بعمل الحواس المميزة للإنسان كالسمع والشم واللمس و الذوق.
ولإغناء أطروحته وتأكيدها اعتمد صاحب النص مجموعة من الأساليب الحجاجية من أبرزها أسلوب التفسير وأسلوب المثال وذلك بتقديمه لمثال المناسبة، وأسلوب المقارنة من خلال مقارنة تجاربه الشخصية بتجارب الآخرين، وأسلوب الاستنتاج أو الاستخلاص من خلال توصله بأن تجربة كل شخص هي تجربة خاصة به لوحده.
نخلص إذن أن الذاكرة هي أساس الهوية الشخصية والتي بواسطتها تتحدد مقوماتها وأبعادها وذلك عن طريق الإحساس المرتبط بالحواس ونخلص أيضا أن كل كائن واع ومسؤول له تجربته الخاصة التي ينفرد بها ويتميز بها لوحده ولا يمكن أن نجد أي شخص يتشابه مع شخص آخر في تجاربه .

تكمن قيمة هذا النص في كون أن الذاكرة تربط بين أحداث معينة ذهنية للشخص وأن تجربة كل شخص هي تجربة خاصة به لوحده غير أن صاحب النص تناسى ذكر أن الذاكرة معرضة للنسيان والتخريب أسباب مختلفة مثل التعرض لحادث مروع أو لصدمة ما ومنه فقدان الذاكرة؛ حيث إنه ربط هوية الشخص بالذاكرة وأغفل هذه النقطة ...
في هذا الإطار نجد الفيلسوف التجريبي لوك الذي يبين بأن هوية الشخص مرتبطة بالذاكرة والشعور والحواس وهو برأيه يؤيد صاحب النص كما أن لوك يشير إلى أن الهوية الشخصية ثابتة مرتبطة بالذاكرة والشعور في حين نجد الطبيب النمساوي فرويد يشير إلى ان الهوية متغيرة ويربطها بالوحدة والدينامية لعمل الأنا و الأنا الأعلى والواقع وهو بهذا يعارض صاحب النص كما يؤكد أنها نتيجة للصراع بين مكونات الجهاز النفسي.

إجمالا، نخلص إلى أن هوية الشخص تتحدد بالذاكرة التي تميز كل إنسان عن غيره والتي بواسطتها تتحدد مقوماته وأبعاده. فبالذاكرة يستطيع الشخص تذكر مجموع الأحداث التي نكون قد تعرضنا لها، كما أن تجربة كل شخص لا يمكن ان نجدها مكررة لدى شخص آخر بسبب اختلاف المواقع كما أنه لا يمكن الحسم في كون الهوية ثابتة أم متغيرة حيث أن لكل فيلسوف مواقفه الخاصة وحججه البرهانية.

من إنجاز: نهيلة الدوازي/ع.ر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://psychos.net
Wafaà Sadek

Wafaà Sadek


المساهمات : 5
تاريخ التسجيل : 11/12/2011
العمر : 29

تحليل نص ومناقشته- الشخص والهوية Empty
مُساهمةموضوع: رد: تحليل نص ومناقشته- الشخص والهوية   تحليل نص ومناقشته- الشخص والهوية Emptyالأربعاء يناير 23, 2013 5:19 pm

إجابة مقترحة في نفس الإطار_تحليل نص ومناقشته: الشخص والهوية

يعتبر الوضع البشري جملة من الأنظمة والمحددات التي تؤطر الحياة الإنسانية بصفة عامة، ما يحيلنا على صفة التعقيد والصعوبة التي تطال هذا المجال؛ ومفهوم الشخص بصفة خاصة باعتباره موضوع دراستها ومحور سيادتها. هذا الأخير الذي يمكننا أن نعرفه بأنه تلك الذات المفكرة، العاقلة، القادرة على تأمل ذاتها والرجوع إليها على أنها كيان مطابق لذاته. وقد رأى هذا المفهوم النور عبر الفلسفة الديكارتية الحديثة، ثم بعد ذلك عبر المنظور الكانطي الذي يرى أن الشخص هو الذات المؤسسة لعقل عملي أخلاقي. هنا تبرز إشكالية كيفية التمييز بين الأشخاص وهنا يمكننا الحديث عن مفهوم آخر يحدد الشخص الذي هو الهوية، هذه الخاصية التي تجعل من الذات الإنسانية العارفة مطابقة لذاتها، أي هي هي، ويتعلق الأمر بخاصية الوحدة؛ وكذلك ما يميزها بين باقي الهويات ونتحدث هنا عن خاصية الاختلاف. والإشكال الذي يعن في الذهن أثناء قراءتنا للنص هو : بم تتحدد الهوية لدى الشخص؟ وما مقوماتها؟ وهل هي تابثة أم متغيرة؟

يذهب صاحب النص إلى القول بأن ما يجعلنا نقيم خيطا ناظما بين مختلف الأحداث التي تعبر عن مسارنا، خاصة منه المتعلق بالحياة الماضية، هو عنصر الذاكرة. هذا المكون الذي لا تقتصر مهمته في ربط الأحداث فيما بينها وإحداث علاقة فيما بينها، بل تمتد لتشمل تنظيم الحياة الذهنية للشخص ذاته. إن الارتباط الوثيق بتلك الأحداث عن طريق الوعي الراسخ بها يدفع الشخص إلى استشعار ذاته واستيعاب كيانه، ويترسخ لديه الاعتقاد بأنه نفس الشخص في كل مرة وأنها تعبر عن هويته المتفردة والمتميزة عن باقي الهويات.رغم إقراره بإمكانية دحض هذه الفكرة، حيث يضع ويطرح إمكانية استيعاب حدث معين من أكثر من شخص وبالتالي هذا الافتراض لا أساس له حسب الفيلسوف من الصحة، إذ لا يمكن لهويتين إن تستوعبا نفس الحدث بنفس الكيفية وترياها من نفس المنظار. فلكل كيان إحساساته وإدراكاته الخاصة، وبالتالي فهو يخلص إلى ضرورة إقامة حدود فاصلة وإحداث قطيعة مع هذا الطرح، ويعتبر حياة الأشخاص، بل يؤكد أنها غنية بالتجارب المتنوعة الموشومة بالاختلاف والخصوصية.

لذا يمكننا القول بأن صاحب النص حاول جهد الإمكان إثبات أهمية الذاكرة في عملية ربط جل الأفكار والذكريات وما تعمل عليه من تأكيد لهوية الشخص في مختلف أبعادها وخصوصياتها. فتكمن أهمية هذا النص في تسليطه الضوء على جزء أساسي يحدد الشخص الذي هو عنصر الذاكرة كخاصية تربط بين ما هو ماض في أحداث وحياة الإنسان ليتم استحضارها في الوقت الراهن بالإضافة إلى أنه حاول إحداث مفارقة بين إحساسات الأفراد والتي يمكن القول بأنها مجموع الانطباعات وإدراكات المواضيع الخارجية وتمثلها بوساطة الحواس، كما يمكننا التسطير على الشخص كمفهوم محوري يدور حوله النص ويعتبره الكائن العاقل المسئول عن أفعاله التي حدثت في الماضي والراهنة عن طريق ربط علاقة بينها في تسلسل منتظم. بالمقابل تغاضى الفيلسوف عن عدة جوانب تحدد مفهوم الشخص نستحضر منها مختلف السمات الجسمية العقلية والفكرية الشعورية والنفسية مركزا على جانب الذاكرة الذي أغفل إمكانية تعرض هدا المقوم للنسيان والإتلاف وبالتالي تفنيد كل ما تم بناؤه ونقد حدود هدا النص.
كما توسل الفيلسوف بمجموعة من الأدوات والأساليب الحجاجية نذكر منها انطلاقه من تأكيد أن الذاكرة هي ما يربط أحداثا معينة في صفة حياة ذهنية، مشترطا خصوصية هذه الأحداث وانتماءها لنفس الذات وقد اعترض متقلدا مواقف أخرى على هذه الفكرة ليؤكد من جديد على عدم صلاحية وجود نفس الرؤية لعديد من الأشخاص لحدث معين. منتهيا في الأخير بخلاصة واستنتاج يثبت فيهما إن لكل ذات تجربتها الخاصة وإن تشابهت فلزوم وجود شرخ واضح على مستوى هده التجارب.
وإذا كان الفيلسوف قد تعامل مع الذاكرة أو ترابط الأحداث على أنها أساس لهوية الشخص، فكيف تتحدد إذن هوية الشخص؟ وهل هناك وجود لما يسمى بهوية تابثة أم متغيرة؟

للإجابة عن هذا الإشكال ننفتح على مجموعة من المواقف. إذ يرى الفيلسوف الذي يمثل المدرسة النفسية أن ما يجعل من الهوية عنصرا تابثا في الشخص هو تلك الوحدة الدينامية بين مختلف مكونات الجهاز النفسي. فوجود الأنا (الذات العاقلة)، بين صراع الهو (العنصر التدميري العدواني وكذلك الغريزي) وبين الأنا الأعلى الذي يمثل المبادئ والمثل العليا للذات يجعلها في مأزق خلق توازن للذات التي تأبى فض هدا الصراع ويجعل مهمة الأنا صعبة وإن تحقيقه لهذه المهمة ليعد مرحلة حاسمة في تحقيق الوحدة النفسية إلا أن تطورهذا الصراع واصطدامه المستمر بالواقع يجعل منه مهمة مستحيلة وبالتالي لا يمكننا الحفاظ على هوية تابثة. بالمقابل يذهب الفيلسوف التجريبي لوك إلى اعتبار أن هوية الشخص تابثة عبر الزمان والمكان وذلك عبر مكونين أساسيين هما الشعور الذي يمثله التفكير الواعي الممزوج بعنصر التجربة الذي يعمل على استيعاب الراهن من أحوال الذات وهواجسها، والذاكرة كامتداد لهذا الشعور عبر الزمن، في محاولة لخلق جسر بين الأنا والهوية السالفة وتطورها عبر الزمن لتصير هوية حديثة ووضعية راهنة.

خلاصة القول، إن مفهوم الشخص وخصوصا الهوية الشخصية التي تحدد الذات العاقلة والأنا المفكرة تتسم بنوع من الخلط والتشويش نظرا للتداخل الحاصل بين مكوناتها ، وتكامل عناصرها في واقع كلي وشمولي يكاد يتم تعريفه من جانب معين حتى يتبين جانب آخر قد تم إغفاله. من هنا تتضح نسبية هذا المفهوم، بل واستحالة الوقوف عليه من جانب داخلي فقط إذ إنه مرتبط كل الارتباط بالعالم الخارجي كعنصر آخر يساهم في تحديد الهوية الشخصية للإنسان.
من إنجاز: وفاء صادق

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تحليل نص ومناقشته- الشخص والهوية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المعرفة للجميع :: الفلسفة والإنسانيات :: فضاء الفلسفة بالثانوي :: تلاميذ مبدعون-
انتقل الى: