المعرفة للجميع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المعرفة للجميع

زاد المعرفة ونبراس يضيء كل الدروب المظلمة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نموذج من كتابة فلسفية خاصة بالنص الفلسفي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
واحد من الناس
Admin
واحد من الناس


المساهمات : 494
تاريخ التسجيل : 28/10/2011
العمر : 41

نموذج من كتابة فلسفية خاصة بالنص الفلسفي Empty
مُساهمةموضوع: نموذج من كتابة فلسفية خاصة بالنص الفلسفي   نموذج من كتابة فلسفية خاصة بالنص الفلسفي Emptyالأربعاء نوفمبر 16, 2011 12:19 pm





النص:


« إن ما تتميز به شخصية الإنسان
هي الحرية. فشخصيته ليست شيئا محددا منذ البداية؛ فهو لم يكن بطبيعته خيرا وليس
بطبيعته شريرا، إلا أن في استطاعته أن يجعل من نفسه خيرا أو شريرا تبعا لتحمله
مسؤولية حريته أو تنكره لها. فالخير والشر ليسا سمتين جاهزتين في شخصية الإنسان.
فما يكون شخصيتنا هو الكيفية التي بواسطتها يتجاوز الشخص بفضل حريته وضعه الراهن
الذي هو عليه، ذلك أن الحرية التي يتمتع بها هي التي تمكنه من أن يرسم لنفسه
بكيفية أكيدة الغايات التي سعى إليها وإلى تحقيقها. وليست هناك أية عوامل خارجية
يمكنها أن تهدم ما رسمه لذاته وفعله بنفسه. فالإنسان هو وحده السيد والمتحكم في
مصيره. »


حلل وناقش





إن الحديث عن الشخص
بين الحرية والإكراه يعيدنا إلى نقاش فلسفي قديم لازال قائما إلى يومنا هذا ويطرح
بأشكال مختلفة. فيجعلنا ذلك نتواجد أمام أطروحتين متعارضتين إحداهما تؤكد
على حرية الشخص وقدرته على الاختيار، في حين أن الأخرى تقول بخضوعه الحتمي لشتى
الإكراهات سواء كانت اجتماعية أو دينية أو عرفية أوقانونية أو غير ذلك. وانطلاقا
من هذه المفارقة يمكننا التساؤل: هل الحرية من امتيازات الإنسان؟ وهل يمكن النظر
إلى الإنسان على أنه ذات حرة فيما تفعله؟ وكيف يمكن للشخص أن يتجاوز وضعه الحالي
ويحسنه بفضل حريته؟ وإلى أي حد يمكن له أن يحقق ما طمح إليه؟ وهل للواقع إكراهات
تحد من مدى تحقيقه لأهدافه وبناء لنفسه؟





يرى صاحب النص أن
ما تتميز به شخصية الإنسان هي الحرية، إذ أكد ذلك بقوله: إن ما تتميز به شخصية
الإنسان الحرية، فشخصيته ليست شيئا محددا منذ البداية، أي أن وجود الشخصية سابق
على ماهيتها ولا يمكن إطلاق حكم مسبق عليها. وقد أعطى مثالا لذلك بالخير والشر فلا
يمكن القول عن شخصية الإنسان أنها شريرة أو خيرة منذ البداية، فذلك يتحدد بالزمان
أي الوجود التاريخي لشخصية الإنسان. وينص على أن الإنسان بيده الاختيار بينهما
بالاستناد إلى مسؤولية هذا الإنسان كذات عاقلة وواعية بحريتها فذلك يعني أنها
ستختار الخير، أما إذا تنكرت لما هي عليه فذلك يعني أنها ستختار الشر، إذ ستصبح
ذاته بدون قيود تحتم عليه اختيار الصواب بالابتعاد عن الشر.


فبالنسبة لصاحب
النص ما يكون شخصيتنا هي تلك الطريقة التي نتبعها لتجاوز وتحسين وضعنا الراهن
الحالي باستعمال الحرية، فمثل ذلك على أن الحرية هي الأداة التي تمكننا من اختيار
ما نطمح إليه ونرسمه لذاتنا بإرادة أكيدة وحرة للوصول إلى الغايات التي نسعى
لتحقيقها. فما دام لنا القدرة على الاختيار الحر فيما نسمو إليه ونحققه بذواتنا،
فينتفي وجود أية قدرة من شأنها أن تمنعنا من الوصول إلى تحقيق غاياتنا كبشر، لسبب
وحيد هو كون الكائن البشري هو وحده السيد والمتحكم في مصيره لأن له القدرة على
الاختيار الحر.


وإذا كان
صاحب النص قد نفى وجود عوامل خارجية واقعية تحد من وصول الإنسان إلى غاياته، ألا
يمكن أن تكون هناك عوامل داخلية نفسية في ذاته تتحكم في اختياراته وتحد منها؟ ألا
يعيش هذا الإنسان داخل مجتمع تحكمه الأعراف ويخضع لواجبات الدين والقانون فتحد هذه
الأخيرة من حريته ما يسمو إليه ويسعى إلى تحقيقه؟


إن
القول بحرية الإنسان بشكل مطلق يستدعي إقرانها دائما بالمسؤولية تجاه نتائج هذه
الحرية من اختيارات وأفعال ومعرفة مدى صلاحيتها، وبتعبير آخر حدود هذه الحرية في
المجال الذي لا تنعكس على صاحبها سلبا وتقوده للهلاك. وإذا كان الإنسان كائنا
اجتماعيا، فالمجتمع يفرض إكراهات تتمثل في انقياده للأعراف التي قد يكون أحيانا
الإنسان مجبرا على فعلها وتحملها فتقيده وتحد من حريته. ولا ننسى أن للغير تأثيرا
كبيرا على اختيارنا ويمارس نوعا من الضغط غير المباشر كالأحاسيس والمشاعر التي
توجه وتغير اختيارنا وبالتالي تحد من حريتنا.


وفي إطار ما جاء في النص على أن الإنسان يتميز بحرية
كاملة ولا وجود لعوامل خارجية تهدم ما رسمه لذاته وحققه لنفسه، فالفيلسوف والمحلل
النفساني النمساوي “سيغموند فرويد” يرى عكس ذلك، إذ يقول بأن الإنسان خاضع
لإكراهات نفسية لا شعورية فلا وجود للقول بحرية الشخص في أفعاله واختياراته لأن
أفعاله وأفكاره وسلوكاته ليست إلا حصيلة للدوافع الغريزية والمكبوتات التي لم تتح
لها فرصة التحقق على أرض الواقع فطمست في الأعماق النفسية. وبالتالي فللاشعور دور
كبير في توجيه أفكار الإنسان مما يدحض فكرة حرية الإنسان، فهو خاضع لإكراهات نفسية
داخلية تنبع من داخله. وبخلاف هذا يرى الفيلسوف الفرنسي “جون بول سارتر” إن
الإنسان هو الكائن الوحيد الذي له حرية الإرادة والقدرة على الاختيار حتى في
مقاومة إكراهاته النفسية اللاشعورية، باعتبار الإنسان مشروعا ينجزه الإنسان بذاته
أثناء وجوده التاريخي. لكن هذه الحرية التي يستطيع أن ينفرد بها الإنسان ليست
مطلقة فهي مرتبطة وملتزمة بكل ما هو أخلاقي وإنساني. ولذلك تؤكد النزعة الوجودية
على أن كل ما يفعله الإنسان هو دائما الخير له وللآخرين بالاستناد إلى معيار
الأخلاق والمسؤولية تجاه الإنسانية.


هكذا يتبين أن إشكالية حرية الشخص تتأرجح بين فكرتين:
فكرة أنه حر كامل الحرية فيما يختار وما يسمو إليه ولا وجود لإكراهات خارجية
ويستطيع الصمود ومقاومة إكراهاته النفسية الداخلية، وفكرة أنه خاضع تمام الخضوع
لتوجيهات اللاشعور وإكراهات المجتمع التي تتحكم في أفكاره وأفعاله. ويبدو أن أبعاد
هذا الإشكال متعددة، وجذوره قديمة ومتشابكة يصعب معها الحسم في إعطائه إجابة
نهائية ووحيدة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://psychos.net
واحد من الناس
Admin
واحد من الناس


المساهمات : 494
تاريخ التسجيل : 28/10/2011
العمر : 41

نموذج من كتابة فلسفية خاصة بالنص الفلسفي Empty
مُساهمةموضوع: نموذج ثان من كتابة فلسفية خاصة بنص فلسفي (مفهوم الشخص)   نموذج من كتابة فلسفية خاصة بالنص الفلسفي Emptyالأربعاء نوفمبر 16, 2011 12:34 pm

إن طرح إشكال حرية الشخص يفرض علينا إجراء مقاربة فلسفية جدلية تدافع عن حرية الشخص وقدرته على اختيار ما يريد بين ممكنات متعددة، رغم ما يخضع له في الحياة من ضغوطات وإكراهات متعددة. فكيف تكون حرية الشخص ممكنة وهو يحيا وسط شبكة من العلاقات والانتماءات التي هي بمثابة إكراهات وضغوطات نفسية واجتماعية وغيرها؟ وكيف يمكن للحرية أن تساهم في بناء شخصيتنا؟

ينطلق النص من فكرة صادرة عن فلسفة تفيد أن شخصية الإنسان تبدأ بحرية اختياره لأفعال تساعده في بناء ذاته، فهو ليس بطبيعته خيرا وليس بطبيعته شريرا إلا أنه قادر على اتخاذ أحد هذه المميزات، فهو حر في اختيار طريقة حياته و معتقداته وقراءاته وكل حاجة متعلقة به شخصيا من غير تدخل من أحد سواء كان سلطة أو مؤسسة أو أي شيء آخر. فمثلا اذا رأيت أحدا يدخن السجائر سواء كان من البنات أم من الرجال وذكرته بأضرارها، قال لك هذه حرية شخصية، و إذا رأيت فتاة تمشي وأجزاء من جسدها مكشوفة ونصتحها، قالت لك هذه حرية شخصية. فما معنى الحرية؟ وما هي حدودها ؟
الحرية هي أن تفعل ما أنت مقتنع به شرط أن لا يشكل هذا الفعل عائقا أمام سبيل راحة الآخرين، والحرية هي التي بفضلها يمكن للإنسان أن يرسم لنفسه الكيفية التي بواسطتها تكون شخصيته، وأن أهم حدود الحرية هي احترام حقوق الإنسان الآخر، فمثلا منع التدخين في أماكن كثيرة لأنه يضر بالآخرين….
وهكذا وبما أن الإنسان اجتماعي بطبعه، فمعنى هذا أن الشخص يعيش داخل مجتمع بما يفرض عليه من إكراهات وشروط وقيم وقوانين وضوابط تقيد حريته، وذلك انطلاقا من الوظائف التي تقوم بها مختلف المؤسسات الاجتماعية الثقافية. وإذا رجعنا إلى المثال السابق (مثال مدخن السجائر ) لا يمكنه أن يدخن داخل القسم نظرا لوجوده داخل مؤسسة تعليمية يحكمها مؤطر فهو خاضع لضغوطاته.
بما أن للكائن البشري بنية سيكوفزيولوجية وبما أنه كائن سوسيوثقافي فلا يسعه الانفلات من القوانين الفزيولوجية والمحددات النفسية والإكراهات السوسيوثقافية،إن تجاهل هذه الشروط هي ما يجعل كل إنسان يعتقد أنه السيد في مملكة نفسه وأنه اختار بمحض إرادته بعض ملامح شخصيته.
ونحن نجد مواقف فسلفية كثيرة قامت على فكرة الحتمية الكونية الشاملة لم تر في الشعور بالحرية سوى وهما ناتجا عن جهل سلسلة العلل والأسباب، وكما يقول اسبينوزا فإن الناس يعون حقا رغباتهم لكنهم يجهلون العلل الخفية التي تدفعهم إلى الرغبة في هذا الموضوع أو ذلك. فالتحليل النفسي مثلا يدعم رأي اسبينوزا حيث يرى أن البناء النفسي للشخصية ما هو إلا نتيجة حتمية لخبرات مراحل الطفولة، فمثلا عندما يولد الطفل فهو يأتي للدنيا نقيا تماما وكل ملفات عقله نقية ولا يوجد عنده أي إدراك لأي معنى ولا لأية لغة ولا يدري ما يجري حوله، ثم يبدأ الوالدان في التكلم معه بتعبيرات الوجه وحركات الجسم وتكرارها حتى يبدأ الطفل في النطق، ويمر الوقت ويكبر الطفل ويتكون عنده إدراك بسيط لمعنى ما يحدث حوله، وهذا الإدراك يعطيه معنى لما فهمه ولغة معينة تمثل هذا المعنى. وهنا يبدأ العقل في فتح ملفات ذهنية لهذا المعنى وكلما أدرك الطفل معنى آخر للغة يتكون عنده ملف خاص بهذا المعنى، وكل ملف خاص بإدراك معنى محدد، فكلما قابل الطفل تجربة من نفس المعنى يخزنها العقل في نفس الملف الخاص بها. فمثلا لو كان عندك ملف للحب، فكلما وجد الطفل أي شيء فيه معنى الحب يخزنه العقل في ملف الحب. كما أن الكثير من الأنشطة الإنسانية تحركها دوافع الهو اللاشعورية ذات الطبيعة الجنسية أو العدوانية.
لكن على خلاف ما تقدم فإن العديد من الفلاسفة يرون أن الشخص كائن حر. كما الشأن بالنسبة للفيلسوف الفرنسي مونيي الذي ميز بين الشخص والشخصية واعتبر هذه الأخيرة هي التي تخضع للضرورات النفسية والاجتماعية والتاريخية وغيرها وليس الشخص، لأنه كائن حر يختار أفعاله ويقرر مصيره كما يشاء هو وليس غيره الذي يقوم مقامه في ذلك فردا كان أو جماعة. غير أن حريته محدودة بشرط علاقته واندماجه في المجتمع لكن دون أن يؤدي هذا الاندماج إلى القضاء على خصوصيته. لذلك يجب على المجتمع توفير الشروط والظروف الملائمة للحفاظ على حرية الشخص وتطوير ميولاته وترسيخ ثقافة الاختلاف بين الناس. فهل يتفق سارتر مع مونيي فيما ذهب إليه ؟ وهل حرية الشخص في نظره نسبية أم مطلقة؟
يرى سارتر أن الشخص حر في اختيار مصيره ويتحمل مسؤولية اختياراته، فالإنسان هو الكائن الوحيد الذي يسبق وجوده ماهيته ويشكل ذاته وماهيته ويحددها في ضوء ما يختار لنفسه كمشروع في حدود إمكاناته،لأنه يكون في البداية حياته عبارة عن لا شيء، يوجد في هذا الكون وبعد ذلك يفكر ويختار ما سيكون عليه مستقبلا وما سيكون لنفسه وحياته ومصيره، إذ للإنسان القدرة على موضعة نفسه في العالم كمشروع يختار لنفسه ما يشاء بحريته كاملة من بين العديد من الخيرات المستقبلية ويتحمل مسؤولية اختياره. ومن هنا فليست للإنسان طبيعة ثابتة ما دام هو الذي يختار حياته ومصيره بعد وجوده.
وعموما فالشخص من حيث المبدأ ذات حرة غير أن حريته نسبية، فعيشه في مجتمع معين يعرضه للاستلاب والضرورة التي تجعله سجينا خاضعا لمنظومة من القيم والقوانين والعادات والعلاقات المتنوعة التي تحد من حريته. غير أن الشخص وإن كان يخضع لحتميات متعددة فإنه يحاول باستمرار تجاوزها والتعالي عليها والتخلص منها في نفس الوقت.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://psychos.net
واحد من الناس
Admin
واحد من الناس


المساهمات : 494
تاريخ التسجيل : 28/10/2011
العمر : 41

نموذج من كتابة فلسفية خاصة بالنص الفلسفي Empty
مُساهمةموضوع: نموذج ثالث من كتابة فلسفية خاصة بنص فلسفي (مفهوم الشخص)   نموذج من كتابة فلسفية خاصة بالنص الفلسفي Emptyالأربعاء نوفمبر 16, 2011 12:48 pm

يعتبر الشخص كمفهوم فلسفي و إشكالي شديد الارتباط بالإنسان وحده دون غيره من الكائنات الحية الأخرى، ويتحدد الشخص ككائن عاقل و مفكر، ينتمي إلى جماعة أو مجتمع معين، و يعيش وفق شروط موضوعية تجعله يدرك حدود حريته، و تجعله يعي أن وجوده مشروط بضرورات ينبغي تقبلها، سواء تعلق الأمر بالضرورات التي تربطه بالأفراد، أو بتلك التي تربطه بالجماعة أو بتلك التي تتجسد في الواقع الخارجي .
من هنا يمكننا طرح التساؤلات التالية: بماذا تتميز شخصية الإنسان حسب النص؟ وهل الإنسان حر في اختيار و تكوين شخصيته أم هناك عوامل خارجية يمكنها أن تهدم ما خطط له لذاته؟ وكيف للعوامل الخارجية أن تلعب دورا في تكوين الشخصية؟ وكيف أن الإنسان هو وحده السيد و المتحكم في مصيره؟ وما القيمة الفلسفية لهذه الأطروحة ؟

يدافع صاحب النص عن أطروحة مفادها أن وجود الإنسان يسبق ماهيته و أن شخصية الإنسان تتميز بالحرية ،أي أن له الإرادة و القدرة على الاختيار و تحديد طبيعة شخصيته ،وان ليس هناك أي دخل للعوامل الخارجية في تكوين الشخصية بل الشخص هو السيد المتحكم في مصيره.
كما يرى صاحب النص أن ما تتميز به شخصية الإنسان هي الحرية أي أن الإنسان هو الذي يملك الإرادة والقدرة على اختيار شخصيته من بين ممكنات متعددة سواء كانت خيرة أو شريرة، وأنه هو سيد نفسه وله حرية التحكم فيها .
هذا ما يقودنا إلى فهم حقيقة تقضي أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يسبق وجوده ماهيته، أي أنه يولد فارغا ثم يكتسب شخصيته أثناء وجوده، إذ في استطاعته وحده أن يجعل من نفسه خيرا أو شريرا تبعا لتحمله مسؤولية حريته في حسن التفكير والاختيار في تحديد شخصية سوية أو بتنكره لها .
كما اعتبر النص أن الخير والشر ليستا سمتين جاهزتين في الشخصية، بل الإنسان هو الذي يكتسبهما بإرادته وحريته أو أثناء احتكاكه بمحيطه الخارجي و بالآخرين، لأنه يمكن أن يكتسب بحريته صفات متعددة.
أيضا بفضل الحرية التي يتمتع بها تمكنه من أن يجعل لنفسه مخططا يرسم فيه بكيفية أكيدة الغايات والطموحات والرغبات التي يسعى إلى تحقيقها لذاته ويطمح فيها، كما أن النص يؤكد عدم وجود أية عوامل خارجية بإمكانها أن تحول دون تحقيق ما رسمه الشخص لذاته وفعله بنفسه، أي أنه رغم الضغوطات الخارجية فإن الإنسان حر في اختيار شخصيته وحر في تقرير مصيره و أنه قادر على أن يطور ميولا ته باعتباره فردا أو منتميا للجماعة . فما هي القيمة الفلسفية لهذه الأطروحة ؟
إن صاحب النص كرائد و مدافع عن الحرية الإنسانية، اعتبر أن الحرية هي المميز الرئيسي لتكوين شخصية الإنسان، و دافع على أن الإنسان هو الكائن الذي يسبق وجوده ماهيته، هذا ما يؤكد أن شخصية الإنسان تنشأ بعد مرور فترة معينة من العمر و احتكاكه بالواقع بل شخصية الإنسان لا تتحدد دفعة واحدة، إنها كمشروع يصنع نفسه بشكل دائم.
إذ يؤكد صاحب النص أن الشخصية تتكون بإرادة و باختيار الإنسان لذاته لأنه هو المتحكم غي مصيره. لكن هذا متناقض لما هو في الواقع المعيشي، لان الحرية ليست المميز الرئيسي لتكوين الشخصية لأن هناك أيضا عوامل خارجية يمكنها التأثير في الشخصية، كالظروف الاجتماعية الاقتصادية، السياسية، الدينية و غيرها، لأنه لو كان الإنسان حرا في اتخاذ قراراته لكان الوضع مختلفا لما هو عليه الآن، لأن الإنسان بطبعه وفطرته و كما تتصوره النزعة الوجودية لا يفعل الشر بل ما يفعله دائما هو الخير لنفسه كما هو الشأن بالنسبة للآخرين.

في هذا السياق يأتي الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر ليدافع عن الحرية الإنسانية، وقد أكد أن الإنسان ذات حرة وواعية في اختياراتها وحياتها ومصيرها. لأن سارتر يربط بين حرية الشخص ومسؤوليته عن ذاته وعن غيره لتحقيق الخير للجميع، لأن الشخص في نظره هو الكائن الوحيد الذي يسبق وجوده ماهيته، ومعنى ذلك أن الإنسان يوجد أولا ولا يكون في البداية قابلا للتحديد أو التعريف، إنه لا يكون شيئا محددا،أي له شخصية ما، إلا فيما بعد أثناء وجوده التاريخي و احتكاكه بالآخرين. إن الشخص حسب سارتر هو الكائن الوحيد الذي يمتلك الحرية، إن له الإرادة على الاختيار و على صنع نفسه بنفسه. وقد تحدث سارتر عن الشخص باعتباره مشروعا إنسانيا يعاش بكيفية ذاتية. وإذا كان المشروع لا ينجز دفعة واحدة، فان الإنسان باعتباره مشروعا يصنع نفسه بشكل دائم من الولادة إلى الوفاة.
و إذا كان سارتر يقول بحرية الشخص فإنها ليست حرية غريزية و عمياء بل هي حرية ملتزمة بقضايا أخلاقية و إنسانية.
ولهذا يرى سارتر إن الإنسان كما تتصوره النزعة الوجودية لا يفعل الشر بل ما يفعله دائما هو الخير لنفسه والآخرين. و هذا مؤيد لما جاء به النص.
على خلاف ما تقدم به صاحب النص والفيلسوف الفرنسي سارتر، يرى العديد من الفلاسفة أن الشخص خاضع لمجموعة من الإكراهات. حيت يرى سبينوزا أنه لا وجود لحرية إنسانية تجعل من الشخص كائنا أسمى من الطبيعة، فأن يكون الشخص حرا يعني إن يمتثل للضرورة التي تفرضها عليه طبيعته، كما اعتبر اسبينوزا أن الأحوال الإنسانية تكون على ما يرام لو كان الإنسان هو الذي يقرر متى يتكلم و متى يصمت، أي أنه خاضع لعدة عوامل خارجية يمكنها أن تتحكم في تكوين شخصية خاضعة لتلك العوامل.
وفي نفس السياق تؤكد مدرسة التحليل النفسي مع المحلل السيكولوجي سيجموند فرويد أن الشخص ليس حرا وليس سيد نفسه، اذ يتحكم اللاشعور في معظم سلوكياته من خلال الرغبات المكبوتة في اللاشعور ورواسب الطفولة التي لا يعيها الإنسان والضغوط المستقرة على الشخص، بل مصير الشخص حسب فرويد يتحدد منذ طفولته المبكرة لأنه ناتج عن مجموعة من الإكراهات اللاشعورية التي تتشكل في مرحلة الطفولة أساسا.

من هنا يمكننا أن نستخلص خلاصة مفادها أن الإنسان يعيش وفق شروط موضوعية تجعله يدرك مدى حدود حريته، و تجعل وجوده مقيدا بضرورات ينبغي تقبلها مما يؤثر في تكوين شخصيته، لأن الحرية ليست هي السبيل الوحيد لتكوين الشخصية، لكن هناك أيضا دخل للعوامل الخارجية التي تفرض عليه العيش وفق مستلزمات خارجة عن إرادته و اختياره، لكن هل باستطاعة الإنسان كشخص تجاوز هذه الإكراهات والتعالي عنها رغم تحمله و تقبله لها ؟

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://psychos.net
 
نموذج من كتابة فلسفية خاصة بالنص الفلسفي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المعرفة للجميع :: الفلسفة والإنسانيات :: فضاء الفلسفة بالثانوي :: منهجية الكتابة الفلسفية ونماذج من إنشاءات التلاميذ-
انتقل الى: