منهجية النص الفلسفي

يمتحن تلاميذ جميع الشعب والمسالك، في نهاية سلك البكالوريا، من خلال اختيار الكتابة الإنشائية في إحدى الوضعيات الاختبارية الثلاث : نص للتحليل والمناقشة أو سؤال إشكالي مفتوح أو قولة مرفقة بسؤال أو مطلب. علما بأن هذه الصيغ هي نفسها المقترحة في فروض المراقبة المستمرة بسلك البكالوريا . وفيما يلي مواصفات الصيغ الثلاث المطروحة:

1.1. نص للتحليل والمناقشة
مواصفات النص:
أن يكون فلسفيا أو ذي طابع فلسفي، يتضمن إشكالا فلسفيا أو أطروحة فلسفية أو موقفا فلسفيا تجاه إشكالية أوفكرة. يتصف بالوحدة والتماسك ويكون مرتبطا بمواضيع البرنامج المقرر، يحيل إلى مفهوم فلسفي واحد أو أكثر، كما قد يحيل جزئيا أو كليا إلى مجزوءة واحدة أو أكثر، و أن يتراوح حجمه بين 10 و 15 سطرا.

1- الفهم: 4 نقط، ويطلب فيه من التلميذ ما يلي:
- تحديد موضوع النص؛
- تحديد الإشكال المطروح؛
- تحديد فكرة أو أطروحة النص .
2- التحليل: 5 نقط، مؤشراته كالتالي:
- إعادة صياغة إشكال النص؛
- شرح الأطروحة في علاقتها بمفاهيم النص؛
- بيان حجاج النص.
3- المناقشة: 5 نقط، وينبغي أثناء هذه اللحظة:
- مناقشة أهمية الأطروحة من حيث قيمتها وحدودها؛
- طرح إمكانيات أخرى تفتح أفق التفكير في الإشكال الذي يثيره النص.
4- التركيب: 3 نقط، وتستلزم ما يأتي:
- استخلاص نتائج التحليل و المناقشة؛
- إمكانية تقديم رأي شخصي مدعم.
5- الجوانب الشكلية: 3 نقط
- اللغة والأسلوب ووضوح الخط.

من أجل تبسيط هذه الخطوات المنهجية على تلامذتنا الأعزاء سأحاول إعادة صياغتها بأسلوب سهل وقابل للاستيعاب والنفاذ إلى أذهان المتعلمين:

1- مطلب الفهم:
هو مستوى التأطير الإشكالي للموضوع وتتم فيه العمليات التالية:

1-1- تمهيد للموضوع: أي مدخل مناسب للموضوع، وقبل كتابته على التلميذ أن يقوم بالعمليات التالية:
- فهم الموضوع جيدا وعدم التسرع واجتناب التمهيدات الجاهزة.
- تفكيك الموضوع إلى عناصره الصغرى.
- تحديد مجال انتماء الموضوع العام ( المجزوءة) والخاص ( المفهوم)
وكتابة تمهيد جيد تستلزم أن يحرص المتعلم على:
- اعتماد الأسلوب الاستنباطي أي التدرج من العام إلى الخاص.
تجنب المفاهيم الفضفاضة والغامضة التي تحتاج إلى شرح.
- عدم البدء بالأفعال التقريرية أو بحروف التأكيد، لأن الأفعال التقريرية أفعال حاسمة، كما أن حروف التأكيد تتطلب التبرير والشرح.
- تجنب الطول والحشو في الكلام ( أي توظيف عبارات موجزة ودالة)

1-2- إبراز المفارقات: أي أن يبين التلميذ أن الموضوع يثير مشكلة فلسفية تجاذبتها مواقف فلسفية متباينة ومن خلال هذه المفارقة يصوغ تساؤلات فلسفية.

1-3- صياغة الإشكالية الفلسفية: هي التعبير عن المضامين والأفكار الواردة في النص والتي تشكل نواته الأساسية في شكل تساؤل، أي مجموعة من الأسئلة المنظمة والمتماسكة. وخلال هذه العملية احرص على:
- التدرج من السؤال العام إلى الأسئلة الفرعية.
- تضمين الأسئلة مفارقات وتمفصلات دالة على وجود اختلاف وتعدد في المواقف ( مثال: هل الشخص حر أم مقيد؟ هل الواجب إلزام أم التزام؟ ما أساس العلاقة مع الغير، هل هي علاقة قائمة على الغيرية أم على الصراع والإقصاء؟ هل هي علاقة تكامل أم انفصال؟
- وحدة الأسئلة وتكاملها أي أن تنطبق الأسئلة على مشكلة واحدة أو مشكلات مترابطة.

2- مطلب التحليل:
في هذا المستوى على التلميذ أن:
- يعيد شرح الأطروحة في علاقتها بالمفاهيم الأساسية المكونة للنص. ( احرص على أهم المفاهيم وخاصة تلك الحاضرة في الأطروحة وبدونها لا معنى لها)
- إبراز موقف النص من خلال بيان حججه ووظيفتها في النص ( هل سنحت لصاحب النص بتأكيد دعواه أم لا؟)
وهنا على التلميذ أن يعرف أنه يقوم بتحليل النص فقط أي أنه لا ينبغي أثناء التحليل أن يضمن أي فيلسوف آخر.

3- المناقشة:
هي عملية حوارية بين أطروحة النص الذي أنت بصدد تحليله وأطروحات أخرى. والهدف منها إبراز قيمة الأطروحة الأساسية وتبيان حدودها.
حاول هنا أن تجد الروابط الممكنة بين أطروحة النص الذي تقوم بتحليله وأطروحات أخرى، على أن تكتفي في حد أدنى بأطروحة مؤيدة وأخرى معارضة. وينبغي ألا تعمل هنا على تصفيف المواقف الفلسفية بشكل ميكانيكي فتلك إشارة منك إلى المصحح أنك غير قادر على محاورة الأطروحة الأولى وذلك مؤشر على نقطة سلبية.

4- التركيب:
هو لحظة أساسية ويتم فيها تلخيص واختزال المضامين والأفكار التي تم التطرق لها في التحليل والمناقشة وإبداء الرأي المدعم بأدلة وحجج مقنعة.
تذكر أن التركيب هو خلاصة لما قمت به في التحليل والمناقشة ولا سبيل إذن لتركيب أو خاتمة جاهزة. فكل تركيب جاهز مصيره الصفر فاعمل على إبراز قدراتك الذاتية على التفكير أو التفلسف الشخصي فباستطاعتك ذلك.