الإنسان كائن موجود وجودا ضروريا، وهذا الوجود يقتضي واجدا أوجد هذا الموجود لغاية محددة ومن ثمة فهذا الوجود ليس وجودا عبثيا بل هو وجود تحكمه إكراهات وغايات معينة يشكل الانحراف عنها تهديدا للوجود الفردي والجماعي ككل. فالغاية الكبرى للوجود الإنساني هي تحقيق السعادة، وأية غاية أخرى مهما كانت قيمتها فلن تكون بأهميتها، هذه السعادة التي لا يمكن بأي حال أن تتحصل إلا بإدراك معنى الوجود ومحدوديته الزمانية والغاية منه. فما دام الوجود الإنساني وجودا محددا في الزمان فهل يمكن الحديث عن سعادة أخرى في حياة أخرى؟