شكل مفهوم السعادة أحد المفاهيم التي حيرت الفلاسفة والمفكرين، بل حتى العامة من الناس انشغلت بتحديد ماهية السعادة وبكيفية تحصيلها. وإذا تأملنا واقع المجتمع وأحوال الناس فسنجد أن هناك من يربط السعادة بالمال ورغد الحياة، وهناك من يرى السعادة في الزوجة الجميلة الساحرة أو في لذة عابرة، وهناك من الناس من يحصر السعادة في طلب وتحصيل العلم وتحقيق الذات..
هذا جانب من واقع الناس، واستطلاع لآرائهم حول دلالات السعادة منظورا إليها من زاوية غارقة في الفردية. فهل السعادة مفهوم يرتبط بالأفراد أم أن السعادة تتأثر بواقع المجتمع ككل؟
وبالتالي كيف يمكننا الحديث عن السعادة ومجتمعاتنا ترزح تحت وطأة التخلف والذل والانحطاط؟
إن معادلة السعادة في نظري هي على النحو التالي: تتحقق السعادة متى ما كانت هناك قيم للمجتمع؟
إن هذا الارتباط بين الأخلاق والسعادة هو دليل على أن سعادة الأفراد في سعادة الجماعة. وسعادة الجميع لن تتحقق إلا بالتحلي بالقيم والدفاع عنها وبالتصالح مع الذات من خلال وصل الماضي بالحاضر واستشراف مستقبل نتجاوز فيه عقدة النقص ونعرج فيه إلى مكاننا الأصلي، وهو الريادة.