المعرفة للجميع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المعرفة للجميع

زاد المعرفة ونبراس يضيء كل الدروب المظلمة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فرويد بين النفسيّ والفلسفيّ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
واحد من الناس
Admin
واحد من الناس


المساهمات : 494
تاريخ التسجيل : 28/10/2011
العمر : 42

فرويد بين النفسيّ والفلسفيّ Empty
مُساهمةموضوع: فرويد بين النفسيّ والفلسفيّ   فرويد بين النفسيّ والفلسفيّ Emptyالأحد فبراير 12, 2012 7:11 am

فرويد بين النفسيّ والفلسفيّ
2006-05-14

عبد السلام بنعبد العالي

بحلول الذكرى المائة والخمسين لميلاد سيغموند فرويد عاد الجدال من جديد حول مدى أهمية التحليل النفسي، وقيمته «العلمية»، وما إذا استطاعت فرضياته أن تصمد أمام ما عرفه الطب النفسي وعلوم الجهاز العصبي من تطورات.
لو أن التحليل النفسي كان مجرد «علم» بالنفس جديد لحسم أمره منذ زمان، وربما منذ زمان فرويد. إلا أنه بالضبط ليس مجرد علم. لكنه ليس كذلك مجرد طريقة للعلاج، ولا هو مجرد فلسفة. انه هزة فكرية من تلك الهزات الكبرى التي سماها فرويد نفسه بـ «الجرح»، وقاسها على الجروح التي عرفها الفكر الغربي على يد كوبرنيك وداروين، مثلما سيقيسها فوكو، في ما بعد، على تلك التي خلفها ماركس ونيتشه.
الوضعية الابيستمولوجية لأي فرع من فروع المعرفة تنتهي بأن يحسم في أمرها، والفرضيات العلمية تدحض وتفند، أما الجروح الفكرية فهي لا تضمد.
لم نعد اليوم نتساءل عن القيمة العلمية لفلك كوبرنيك، إلا أننا لا نستطيع، مهما حصل، أن ننكر الهزة الفكرية التي أحدثتها «الثورة الكوبرنيكية» في الفكر الغربي، وفي منهج المعرفة على الخصوص كما بيّن كانط. قس على هذا ما تم مع داروين، وأيضا مع فرويد.
بهذا المعنى فليس التحليل النفسي تأويلا جديدا للجهاز النفسي، وإنما هو نظرية جديدة في التأويل ذاته كما بيّن فوكو. إن فرويد لم يأت بأفكار جديدة، وإنما غير بنية التفكير ذاتها، وبدل طبيعة العلامة، والكيفية التي كانت تؤول بها.
تم ذلك أولا، وكما أظهر فوكو، بتغيير المكان الذي تتوزع فيه العلامات فتتحدد بموقعها فيه. مع فرويد غدت العلامات «تتدرج في مكان غير متجانس، وحسب بُعد يمكننا أن نطلق عليه بعد العمق الخارجي». إن اكتشاف اللاشعور ليس اكتشافا لأغوار جديدة. والتحليل ليس علما بالبواطن. انه إعادة نظر في جدلية الظهور والاختفاء، وتفكيك لثنائيات باطن/ظاهر، عمق/سطح. إذا كان التحليل علما بالأعماق، فلأن العمق ذاته لم يعد «إلا السطح وقد انثنى». العمق «سر مطلق السطحية».
الركيزة الثانية التي تقوم عليها هذه الهزة هي انعدام الواقعة الخام ونفي درجة الصفر للمعنى. كل «الأشياء» أصبحت تعني وتدل، و»ليس هناك عنصر أول ينبغي أن ينطلق منه التأويل»، لأن العناصر كلها تكون في الحقيقة تأويلا. كل موضوع من موضوعات التأويل أول من قبل. ولا يمكن للتأويل أن ينصب إلا على تأويل سابق. وما يربط التأويلين ليس علاقة هدنة وسلام، وإنما علاقة قوة وعنف. كل تأويل يستحوذ على التأويلات السابقة «فيقلبها ويقلبها» و- سيقول نيتشه - «ينزل عليها ضربات المطرقة».
هذه هي حياة المعاني عند فرويد: إنها حياة باطنة ظاهرة، بناءة هدامة، هادئة متوترة، والأهم من كل هذا أنها ماضية حاضرة: قيل عن اللاشعور انه لازماني. وقد بيّن جاك دريدا انه كذلك بالنسبة للمفهوم الميتافيزيقي عن الزمان. أما بالنسبة للمفهوم الجديد الذي أرساه فرويد فان اللاشعور هو الزمان عينه، لكنه ليس زمان الميتافيزيقا الذي تتعاقب لحظاته وتنتظم وفق أنماط متتالية، وإنما الزمان الجينيالوجي الذي تتعاصر أنماطه خارج بعضها البعض «بحيث لا يغدو الحاضر هوالآن الذي يمر، بل ذاك الذي يمتد بعيدا حتى يبلغ المستقبل الذي يستجيب للماضي».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://psychos.net
 
فرويد بين النفسيّ والفلسفيّ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تصدع الإنية: فرويد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المعرفة للجميع :: الفلسفة والإنسانيات :: فضاء الفلسفة بالثانوي :: مقالات فكرية-
انتقل الى: