واحد من الناس Admin
المساهمات : 494 تاريخ التسجيل : 28/10/2011 العمر : 42
| موضوع: القصيدة العينية لابن سينا الأحد مارس 11, 2012 5:57 am | |
| هبطت إليك من المحل الأرفع
ورقاءُ ذاتُ تعزز وتمنع
محجوبة عن كل مقلة عارف
وهي التي سفرت ولم تتبرقع
وصلت على كره إليك وربما
كرهت فراقك وهي ذات تفجع
ألفت وما سكنت، فلما واصلت
ألفت مجاورة الخراب البلقع
وأظنها نسيت عهوداً بالحمى
ومنازلاً بفراقها لم تقنع
حتى إذا اتصلت بهاء هبوطها
عن ميم مركزها بذات الأجرع
علقت بها ثاء الثقيل فأصبحت
بين المعالم والطلول الخضع
تبكي وقد ذكرت عهوداً بالحمى
بمدامع تهمي ولما تقلع
وتظل ساجعةً على الدِّمن التي
درست بتكرار الرياح الأربع
إذ عاقها الشرك الكثيف وصدها
قفص عن الأوج الفسيح المَرْبَع
حتى إذا قرب المسير من الحمى
ودنا الرحيل إلى الفضاء الأوسع
سجعت وقد كُشِفَ الغطاءُ فأبصرت
ما ليس يدركَ بالعيونِ الهجع
وغدت مفارقة لكل مخلّفٍ
عنها حليف التُّرْبِ غير مُشَيِّع
وبدت تُغرِّدُ فوق ذروة شاهقٍ
والعلم يرفع كل من لم يُرفع
فلأي شيء أهبطت من شاهق
عال إلى قعر الحضيض الأوضع؟
إن كان أهبطها الإله لحكمةٍ
طويت على الفذ اللبيب الأروع
وهبوطها إن كان ضربة لازب
لتكون سامعة بما لم تسمع
وتعود عالمة بكل خفية
في العالمين، فخرقها لم يرقع
وهي التي قطع الزمان طريقها
حتى لقد غربت بغير المطلع
فكأنها برق تألق بالحمى
ثم انطوى فكأنه لم يلمع
أنعم برد جواب ما أنا سائل
عنه فنار العلم ذات تشعشع | |
|