المفاهيم الفلسفية الأساسية

1- مفهوم الشخص:
- يحيل مفهوم الشخص على الذات الإنسانية بما هي ذات واعية ومفكرة من جهة، وباعتبارها ذاتا حرة ومسؤولة من جهة أخرى. وإذا كان العديد من الفلاسفة قد ركزوا على جانبي الفكر والوعي كماهية للشخص البشري، فإن هناك أبعاد أخرى تميز هذا الكائن، منها ما هو نفسي وما هو بيولوجي وما هو اجتماعي... فالشخص له حياة نفسية متقلبة، كما أن له صفات جسدية متغيرة، ثم إنه كائن احتماعي وأخلاقي، محكوم بورابط وعلاقات مع الغير.
- الشخص ذات واعية عاقلة، حرة ومريدة، ومسؤولة قانونيا وأخلاقيا عن أفعالها واختياراتها وقادرة على التمييز بين الصدق والكذب وبين الخير والشر.
- يتحدد مفهموم الشخص كذات واعية عاقلة وحرة ومسؤولة، أي يرتبط معناه بشكل أساسي بالإنسان بوصفه متميزا عن باقي الموجودات بما يختص به من وعي وإرادة ومسؤولية.

2- مفهوم الغير:
الغير هو الأنا الذي ليس أنا، أي تلك الذات الإنسانية التي تشبهني وتختلف عني، إنه الآخر الذي يتميز بخاصية الوعي وكونه ذاتا عملية أخلاقية.

3- مفهوم التاريخ:
"التاريخ هو معرفة أحداث الماضي أو علاقة هذه الأحداث ببعضها البعض، والوقائع المرتبطة بتطور البشرية، أو جماعة اجتماعية، أو المتعلقة بالنشاط الإنساني...الخ. والتي تستحق أن تكون جزءا من الذاكرة "
أو هو مجموع المعارف المتعلقة بتطور الإنسانية وبماضيها، إنه العلم والمنهج الذي يسمح بإعادة بناء هذه المعرفة وباكتسابها ونقلها إلى الأجيال اللاحقة.

4- مفهوما النظرية والتجربة:
4-1- مفهوم النظرية:
تتحدد النظرية باعتبارها نسقا من المبادئ والقوانين ينظم معرفتنا بمجالات خاصة. أو هي مجموع الأفكار والمفاهيم المجردة المنظمة والمطبقة على مجال علمي مخصوص.

4-2- مفهوم التجربة:
يدل اللفظ في دلالته العامة على مجموع المعارف والخبرات التي يكونها الإنسان في علاقته المباشرة بالواقع. أما على مستوى الدلالة العلمية (وهي الأهم هنا) فتعني إحداث ظاهرة معينة ضمن شروط وظروف يصطنعها العالم، وذلك إما ابتغاء التحقق من صدق فرضية، أو إعادة الظاهرة من جديد ضمن شروط خاصة تتيح له رؤية أوضح، وتمكنه من وضع افتراض مناسب. وهي هنا بمعنى التجريب.

5- مصطلح العلوم الإنسانية:
العلوم الإنسانية هي مختلف العلوم التي اتخذت من الإنسان موضوعا لها مثل علم النفس وعلم الاجتماع وغيرهما وقد ظهرت متأخرة في بداية القرن 19 في ظل سيادة النزعة الوضعية (أوغست كونت) التي تعتبر أن المنهج التجريبي هو طريق اليقين والسبيل إلى تأسيس المعرفة حتى في مجال الظاهرة الاجتماعية التي يسميها كونت بالفيزياء الاجتماعية.

6- مفهوم الحقيقة:
تعني لغويا الصواب أو الصدق في مقابل الخطأ أو الكذب، وتدل منطقيا وفلسفيا على مطابقة الفكر لموضوعه. هكذا يقال عن فكرة ما بأنها حقيقية، عندما تظهر الشيء كما هو فعلا، وفي المقابل يقال عن الفكرة أنها خاطئة عندما تظهر الشيء بخلاف ما هو عليه في الواقع.
مثال: الذهب الحقيقي.

7- مفهوم السوسيولوجيا:
علم الاجتماع أو السوسيولوجيا هي كلمة وضعها أوغست كونت ليشير إلى العلم الذي يعنى بدراسة المجتمعات... وكل ما تصدر تصادر عليه السوسيولوجيا هو ببساطة، اعتبار أن ما يسمى بالوقائع الاجتماعية هي وقائع موجودة في الطبيعة أي أنها خاضعة لمبدأ النظام والحتمية الكونيين.

8- مفهوم الدولة:
1- الدلالة العامة: كما عرفها الحقوقيون وعلماء الاجتماع، جماعة كبيرة من الناس تسكن أرضا معينة بصفة دائمة، ويجمعها نظام سياسي، وتتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال.
2- الدلالة الخاصة: عبارة عن الأجهزة والمؤسسات التي تمارس السلطة والحكم في بلد ما.
بعبارة أخرى، الدولة هل تنظيم سياسي قانوني لجماعة من الناس يسكنون أرضا بصفة دائمة ويخضعون لسلطة سياسية. وهي وسيلة للهيمنة وأيضا لضمان النظام المجتمعي، فهي إذن جهاز قمع ومؤسسة لحماية الحقوق والحريات والأمن العام.

9- مفهوم العنف:
- يمكن تعريف العنف بأنه: كل سلوك أو فعل مادي أو لفظي يصدر عن ذات ضد أخرى، مسببا لهذه الأخيرة ضررا بدنيا أو نفسيا.
- العنف أيضا هو: اللجوء إلى القوة من أجل إخضاع أحد من الناس ضد إرادته، وهو ممارسة القوة ضد القانون أو الحق”.
- العنف هو تعسف في استعمال القوة، وبهذا المعنى فهو يحيل إلى الفعل أو التصرف ''ضد القانون'' أو ''الإخلال بالاحترام الواجب للشخص''.
وتجدر الإشارة إلى أننا نميز بيع عدة أشكال من العنف، فيمكن التمييز حسب أصل العنف بين عنف فطري وآخر مكتسب، وحسب الأثر يمكن أن نجد عنفا جسديا وآخر معنويا أو نفسيا، وحسب طبيعة العنف هناك عنف مادي وعنف رمزي، أما حسب مظاهر العنف فنجد أنواعا كثيرة من العنف كالعنف المدرسي والعنف السياسي والعنف الأسري والعنف ضد المرأة وغيرها.

10- مفهوما الحق والعدالة:

1- مفهوم الحق: يحيل لغة على معاني اليقين والثبات والاستقامة، وهو بشكل عام كل ما يجب أن يتمتع به كل مواطن في دولة ما، وهو يقابل الواجبات. وقد يدل هذا المفهوم على ما هو طبيعي (الحياة-الأمن) أو على ما هو وضعي (الحقوق السياسية والمدنية).
2- مفهوم العدالة: لغة تعني المساواة والإنصاف، وهي في دلالتها الفلسفية تلك الفضيلة (أو القوة) التي بموجبها يتم إعطاء كل ذي حق حقه، وذلك بالتطبيق الصارم للقوانين.

11- مفهوم الواجب:
يحيل مفهوم الواجب إما على الضرورة، أي على ما ينبغي أن يكون، وإما على المناسب والملائم، أي على المقابل لما هو كائن أو لما يجب ألا يكون ( مثال تقابل الخير مع الشر، تقابل الخطأ مع الصواب، تقابل الجميل مع القبيح...). كما يحيل على أيضا على الإلزام الأخلاقي المجرد كما الشأن عند كانط. (لالاند بتصرف)
يتحدد الواجب إذن في مجال الأخلاق، بما يتعين على الشخص القيام به، إما بشكل إلزامي نظرا لقهرية العديد من الواجبات، بحيث تبدو ضرورة تحتم الخضوع لها. وإما على شكل التزام حر وواع واختياري لانسجام بعض الواجبات مع متطلبات العقل الإنساني.

12- مفهوم السعادة:
تتحدد السعادة عند أرسطو باعتبارها الغاية القصوى لكل إنسان، ويعتبر أن الحياة السعيدة هي تلك التي يحياها المرء وفقا للفضيلة، وهي حياة جد واجتهاد لا حياة لهو.

13- مفهوم الحرية:
هي قدرة الإنسان على الفعل أو الامتناع عنه، بعيدا عن كل إكراه كيفما كان مصدره، وهي الطرف النقيض للحتمية.