المعرفة للجميع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المعرفة للجميع

زاد المعرفة ونبراس يضيء كل الدروب المظلمة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 إجابة تلميذ في الامتحان الوطني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
واحد من الناس
Admin
واحد من الناس


المساهمات : 494
تاريخ التسجيل : 28/10/2011
العمر : 41

إجابة تلميذ في الامتحان الوطني Empty
مُساهمةموضوع: إجابة تلميذ في الامتحان الوطني   إجابة تلميذ في الامتحان الوطني Emptyالخميس فبراير 16, 2012 1:22 pm

النص
"إن المعيار الغالب للحكم على أن الشخص هو هو، كما يرى الحس العام، هو استمرارية الجسد المادية عبر الزمن، وهو المعيار نفسه الذي نستخدمه للحكم على أن الدراجات الهوائية أو غيرها هي نفسها دون سواها. أما إذا تحدثنا بخلاف ذلك، فإن حديثنا سيكون على سبيل الاستعارة (كأن أقول مثلا لأن أنا إنسان جديد)، فلو صح هذا القول لما كان بوسعي التفوه به. وحقيقة أننا نشعر أن هويتنا الجسدية عبر الزمن أمر معقد وأنها تتأكد من خلال المعرفة المعرفة الداخلية بماضينا التي تأتي بها الذاكرة. يجب ألا يثير دهشتنا على الإطلاق كون الذاكرة نفسها تتصل بالضرورة بأدمغتنا وبأجسادنا. وإذا كانت ذكرى الماضي قد سببها ما حدث لنا، أي ما حدث لأجسادنا وأدمغتنا، فمن غير المدهش أن استمرارية هذه الأجساد عبر الزمن يجب في بعض الأحيان على الأقل، أن يتأكد من خلال معيار الذاكرة."
حلل النص وناقشه

النموذج المقترح:
لكل منا هويته الخاصة، فهذه الأخيرة عبارة عن مجموعة من الخصائص التي تنيط الشخص و تميزه عمن سواه. وكلما نضج أو تطور الشخص كلما انضافت خصائص إلى هذا الشخص كمن - مثلا- اكتوى بنار في صغره فسيكبر و هو حامل لهيستيريا أو تخوف من النار أو الحرارة.فهل يمكننا القول بأن هوية الشخص تتجلى في امتداد الذاكرة؟ وإذا لم تقترن بالذاكرة فأين يمكن أن تتجلى هذه الهوية؟ هل في العقل مثلا، أم في الاندماج في الجماعة أم في شيء آخر؟


عندما أصادف شخصا في مكان ما أعرف أنه شخص، لكن كيف أعرف ذلك يا ترى؟ لأن الشخص هو هو، و"هو" هنا تعني الهوية أي تلك الخصائص والصفات الثابتة التي تميز هذا عن ذاك. وهذا الشخص نظل نصفه بهذه الصفة - الشخص – طيلة حياته وطالما استمر في العيش.أما أن يظن أنه غير ذلك فهذا لا يصح و لا يكون إلا على سبيل الاستعارة على حسب وصف الكاتب، لأن قولي بأني "إنسان جديد" مثلا يحمل في ثناياه تناقضا، فعقل الإنسان الجديد يكون خاليا من كل المعارف، فكيف سأعلم بأنني إنسان أصلا؟! بل ومن أين لي باللغة ومن أين بالتمييز بين ضروبها كي أنطق بهذه الجملة المفيدة؟! إذن قولي بأني إنسان جديد غير صحيح بديهيا. إذن فكل تلك المعطيات نستمدها من مكان ما، لكن من أين يا ترى؟ يأتي الكاتب هنا ليخبرنا بأننا نستمد كل تلك المعارف و المعلومات من ماضينا ونحتفظ بها في ذاكرتنا التي هي - بشكل من الأشكال – مرتبطة بالدماغ ويعني الفكر والوعي وبالأجساد أي الشعور. و أي حدث ارتبط أو لمس أو طرأ للفكر أو الشعور فسيخزن و يحتفظ به في الذاكرة ويصبح جزءا من الهوية و يستمر معنا عبر الزمن. لكن أهي الذاكرة وحدها من تحدد هوية الشخص؟ سنحاول الإلمام بهذه الإشكالات والتطرق لها إبان المناقشة و نحن نستعرض بعض المواقف الأخرى.


في هذا النص ربط الكاتب هوية الشخص بالأساس بالذاكرة ورفض أو دحض إمكانية القول أو التفوه بكوني إنسانا جديدا لأنني وأنا جديد فلا أحمل معي أي مكتسبات قبلية. وهذا الموقف يذكرنا بالفيلسوف جون لوك، أحد رواد الفلسفة التجريبية، الذي ينفي كل البديهيات ويعتبر العقل مجرد صفحة بيضاء خالية من كل المعطيات، لهذا ليس من الصواب أو من المعقول أن أقول بأني إنسان جديد لأنني لا أتوفر على الزاد المعلوماتي الكافي أو المعارف لأتلفظ بهكذا كلمات. وبالمقابل فيعتبر أن كل ما يترسخ في العقل هو نتيجة الواقع الخارجي الذي نكتسب منه كل ذاك. وهو الآخر يشاطر الكاتب رأيه في تحديد الهوية انطلاقا من الذاكرة وبالتحديد من خلال اقتران الشعور بالفكر على نحو دائم بفعل الذاكرة. وهناك موقف آخر يجسده ديكارت الذي حدد الهوية انطلاقا من فعل الشك الذي تنجزه الذات لحظة الشك وهذا ما يبرزه الكوجيطو الديكارتي المشهور:"أنا أشك في كل شيء تقريبا، والشيء الذي لا يمكنني الشك فيه هو أنني اشك، و بما أنني أشك فأنا افكر،و بما أنني أفكر فأنا موجود" إذن ديكارت يحدد الهوية من خلال فعل التفكير الذي تنجزه الذات لحظة الشك. لكن صاحب النص يدحض هذا الموقف لأن فعل التفكير يفترض أن عقل الإنسان يملك معطيات قبلية. والحالة هذه، فأن صاحب النص يقر بأن الأحداث المتعاقبة والتي يعيشها الإنسان هي المكون الاساسي للهوية، فيجب أن نعلم جيدا بأن معظم هذه الأحداث تتم داخل الجماعة ولأكون أكثر وضوحا عن طريق التنشئة الاجتماعية، الشيء الذي فكر فيه الفيلسوف ميرلوبونتي. لكن ربط الهوية بالذاكرة قد لا يكون بالأمر الصائب إذ ماذا سيحل بالشخص لو فقد ذاكرته؟ أيعني هذا أنه فقد هويته؟ هنا يجدر بنا البحث عن محدد آخر لهذه الهوية، هوية تكون ثابتة و تتميز باستمراريتها عبر الزمان. وأظن أن الإرادة ستكون أنسب جواب، أو بشكل أدق إرادة الحياة كما جاء بذلك شوبنهاور.فإرادة الحياة تصاحبنا أينما رحلنا وارتحلنا.

اختلفت الرؤى حول الهوية ومن أين تكتسب. فمن الفلاسفة من ذهب إلى الفكر بما هو مجرد، بما هو شعور أو بما هو روح (اندماج في الجماعة). ومن هنا نلحظ مدى صعوبة تحديد إجابة واضحة وصريحة و محددة، لكن وبما أن الهوية تتميز بالثبات والاستمرارية، فأعتقد أن الموازي لها ستكون الإرادة بما هي إرادة للحياة.أما بشأن الفكر والشك فقد نفاه الشعور الذاكرة، والذاكرة قد تفقد. أما بشأن التنشئة الاجتماعية، فهذا يطرح تساؤلا آخر، بما أننا في الجماعة، فنحن نعايش الغير، إذن ألن يشكل هذا الغير تهديدا لي كما جاء بذلك هايدغر؟ ألا تعمل الجماعة على اضمحلال هويتي أكثر من إكسابي إياها؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://psychos.net
 
إجابة تلميذ في الامتحان الوطني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المعرفة للجميع :: الفلسفة والإنسانيات :: فضاء الفلسفة بالثانوي :: تلاميذ مبدعون-
انتقل الى: