المعرفة للجميع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المعرفة للجميع

زاد المعرفة ونبراس يضيء كل الدروب المظلمة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المحور الأول: التجربة والتجريب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
واحد من الناس
Admin
واحد من الناس


المساهمات : 494
تاريخ التسجيل : 28/10/2011
العمر : 41

المحور الأول: التجربة والتجريب Empty
مُساهمةموضوع: المحور الأول: التجربة والتجريب   المحور الأول: التجربة والتجريب Emptyالأحد أبريل 22, 2012 5:50 pm

إشكال المحور: تشكل المعرفة العلمية ذلك النشاط الفكري الذي تمارسه الذات العارفة أي الإنسان على موضوع معرفتها وهو في حالتنا الطبيعة. ولتحقيق ذلك نتبع منهجا تجريبيا يتألف من مجموعة من الخطوات والمراحل المحددة التي تهدف إلى فهم الطبيعة وتفسير ظواهرها والتنبؤ بها. فما طبيعة التجريب؟ هل يقوم على التجارب المخبرية أم على التجارب الذهنية؟ما طبيعة العلاقة بين التجربة والتجريب؟ وما الفرق بينهما؟ وهل تكفي التجربة وحدها في دراسة ظواهر الطبيعة؟

1- في الفرق بين التجربة والتجريب:
1-1- ألكسندر كويري (1892-1964):
يميز كويري بين التجربة والتجريب؛ فالتجربة بمعناها الحسي الخام، والقائمة على  الملاحظة العامية لم يكن لها أي دور في نشأة العلم الكلاسيكي، بل إنها شكلت عائقا ابيستمولوجيا أمام تبلور النظريات العلمية. بينما التجريب باعتباره مساءلة منهجية للطبيعة، فيعتمد على لغة رياضية وهندسية قادرة على قراءة كتاب الطبيعة وتحديد العلاقات الثابتة بين ظواهرها. يقول كويري: " التجربة ملاحظة عامية... أما التجريب فهو المساءلة المنهجية للطبيعة".
هكذا يتبين كيف يتضمن التجريب العلمي إعمالا حقيقيا للفكر وللعقل من أجل استفزاز الطبيعة وإرغامها على الكشف عن أسرارها (هايدجر: مسألة التقنية)، في حين تظل التجربة بمعناها العام تقبلا لما يحدث لنا ويؤثر فينا من وقائع خارجية.

2- التجريب إنصات للطبيعة وأداة معرفتها:
2-1- كلود برنار (1813-1878):
يعتبر العالم الفرنسي كلود برنارد أن التجريب بما هو إنصات للطبيعة واستنطاق لها هو أساس قيام المعرفة العلمية، فلبلوغ الحقيقة العلمية يشترط برنارد اتباع جملة من الخطوات المنهجية، فعلى العالم التجريبي أن يلاحظ الظاهرة ملاحظة دقيقة وموضوعية، ثم يطرح بصددها الفرضيات المناسبة، ثم يخضع هذه الفرضيات بدورها للتجربة للتأكد من صحتها، وهو ما يمكنه من معرفة القوانين التي تحكم تلك الظاهرة.
هكذا يحدد كلود برنار خطوات المنهج التجريبي التي تجمع بين الفكر النظري والممارسة التجريبية، في أربع لحظات أساسية هي:  الملاحظة، تتبعها فكرة عقلية منبثقة عنها، تليها التجربة فالقانون الذي يعبر عن وجود علاقة ثابتة بين ظاهرتين أو أكثر.

3- دور الخيال والتجارب الذهنية في بناء النظرية العلمية:
3-1- روني طوم (1923-2002):
ينتقد روني طوم المنهج التجريبي في صورته الكلاسيكية، إذ التجريب وحده غير كاف لإنتاج المعرفة العلمية. ويرى في مقابل ذلك أن الخيال له دور كبير في التجريب، بمعنى إكمال الواقعي بالخيالي، ويتضح ذلك بشكل أساسي في عملية صياغة الفرضيات. فلا وجود لفرضية دون إنشاءات عقلية وبناءات فكرية وكيانات نظرية، أي علاقات منطقية سابقة على التجربة. ومن هنا يؤكد طوم على دور الخيال الخلاق القائم على التجربة الذهنية التي يستحيل تعويضها بأي جهاز مهما كان.

خلاصة تركيبية:
يتضح إذن أن المنهج التجريبي الذي يقوم على خطوات منهجية تجمع بين الملاحظة والفرضية والتجربة يكتسي أهمية قصوى في إنتاج المعرفة العلمية. لكن التجريب لا يتجسد فقط فيما هو واقعي وملموس بل لا بد من انفتاحه على ما هو فكري وذهني أي على التجربة الذهنية الخيالية خاصة بعد التحولات المنهجية العميقة التي عرفها العلم في القرن العشرين.
إن التجريب هو انفتاح على الواقع وعلى الخيالي وعلى الافتراضي؛ ذلك أنه عندما يستحيل التجريب الواقعي يتم اللجوء إلى التجربة الذهنية الخيالية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://psychos.net
 
المحور الأول: التجربة والتجريب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المحور الثالث:دور الإنسان في التاريخ
» المحور الأول: الشخص والهوية
» المحور الأول: وجود الغير
» المحور الأول: المعرفة التاريخية
» المحور الثالث:دور الإنسان في التاريخ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المعرفة للجميع :: الفلسفة والإنسانيات :: فضاء الفلسفة بالثانوي :: ملخصات الدروس-
انتقل الى: