النص:
يعتبر الإنسان داخل نظام الطبيعة- كظاهرة من ظواهر الطبيعة وكحيوان عاقل- كائنا غير ذي أهمية قصوى، إذ أنه يمتلك مع مجموع الحيوانات الأخرى، بوصفها منتوجات للأرض، قيمة مبتذلة. لكن إضافة إلى امتلاكه ملكة الفهم - الشيء الذي جعله يسمو على جميع الكائنات الأخرى، وقادرا على تحديد غايات لنفسه- لا يكسب بذلك إلا قيمة خارجية نفعية. وبالرغم من كوننا قادرين على تفضيل هذا الإنسان عن ذاك، الأمر الذي يؤدي بنا إلى القول إن الإنسان يقوم بسعر، وكأنه بضاعة داخل تجارة للبشر منظورا إليهم من زاوية الحيوان والأشياء، إلا أن سعره ذاك يظل أقل قيمة من قيمة متوسط العملة السائدة والتي تؤخذ كقيمة عليا.
لكن عندما نعتبره شخصا، أي كذات لعقل أخلاقي عملي، سنجده يتجاوز كل سعر. وبالفعل لا يمكن أن نقدره -بوصفه كذلك أي بوصفه شيئا في ذاته- كوسيلة لتحقيق غايات الآخرين أو وسيلة لتحقيق غاياته الخاصة، بل يمكن تقديره كغاية في ذاته. وهذا يعني أنه يمتلك كرامة، وبامتلاكه لهذه القيمة يرغم كل الكائنات العاقلة الأخرى على احترام ذاته، ويتمكن من مقارنة ذاته بكل مخلوقات نوعه، ويتبادل معها الاحترام نفسه على أساس المساواة.
حلل (ي) وناقش (ي) النص.
المرجع: إ. كانط، أسس ميتافيزيقا الأخلاق، 1785، ترجمة ف. ديلبوس، غاليمار، 1987، ص 294.
العقل العملي: يكون العقل عمليا عندما يعتبر حاملا لمبدإ قبلي للفعل، أي باعتباره حاملا للقاعدة الأخلاقية. ( عن لالاند)
ملكة الفهم: عند كانط هي وظيفة عقلية يقوم من خلالها الذهن بربط الإحساسات في أنساق متماسكة بواسطة المقولات. في معناها العام تعني الإدراك العقلي.
يرجى من تلاميذ الثانية علوم رياضية تحليل هذا النص ومناقشته.