المعرفة للجميع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المعرفة للجميع

زاد المعرفة ونبراس يضيء كل الدروب المظلمة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تحليل السؤال الفلسفي: هل الحقيقي هو البديهي؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
واحد من الناس
Admin
واحد من الناس


المساهمات : 494
تاريخ التسجيل : 28/10/2011
العمر : 41

تحليل السؤال الفلسفي: هل الحقيقي هو البديهي؟ Empty
مُساهمةموضوع: تحليل السؤال الفلسفي: هل الحقيقي هو البديهي؟   تحليل السؤال الفلسفي: هل الحقيقي هو البديهي؟ Emptyالأحد مارس 24, 2013 7:21 pm

السؤال الفلسفي: ما رأيك في القول الذي يقول بأن الحقيقي هو ما هو بديهي؟

1- مستوى الفهم:
1-1- تأطير السؤال: مجزوءة المعرفة، مفهوم الحقيقة، وبالضبط معايير صدقها.
1-2- الإشكال المضمن في السؤال: ما معيار الحقيقة؟ هل مطابقتها للعقل أم للواقع أم لذاتها؟
1-3- رهان السؤال: الحقيقة تتأثر وتتغير بتغير معاييرها وبالتالي فالحقيقة ليست ثابتة ولا يمكن الحديث عن حقيقة مطلقة.

مثال لمقدمة:
كثيرا ما نجد أنفسنا أمام معرفتين، إحداهما سليمة والأخرى خاطئة. فلا نعرف الحدود الفاصلة بينهما، الأمر الذي يفرض ضرورة البحث عن أساس يكون بمثابة مرجع ومعيار يسمح لنا بالتمييز بين ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي. فكيف تتأسس الحقيقة؟ وما معيار صدقها؟ هل يمكن اعتبار الأفكار التي تفرض نفسها على العقل فرضا أفكارا يقينية؟ وبعبارة أخرى، هل الحقيقي هو البديهي أم أنه شيء آخر؟

2- مستوى التحليل:
2-1- شرح المفاهيم وتبيان العلاقات الموجودة بينها.
• الحقيقة: تعني لغويا الصواب أو الصدق في مقابل الخطأ أو الكذب، وتدل منطقيا وفلسفيا على مطابقة الفكر لموضوعه. هكذا يقال عن فكرة ما بأنها حقيقية، عندما تظهر الشيء كما هو فعلا، وفي المقابل يقال عن الفكرة أنها خاطئة عندما تظهر الشيء بخلاف ما هو عليه في الواقع. مثال: الذهب الحقيقي.
• البداهة: البديهي هو ما لا يتوقف حصوله في الذهن على نظر وكسب، سواء احتاج إلى شيء آخر من حدس أو تجربة أو غير ذلك أو لم يحتج (تعريفات الجرجاني)؛ وقد يراد بالبديهي ما لا يحتاج العقل في التصديق به إلى شيء أصلا.
وتكون قضيّة ما بديهية إذا كان الإنسان الذي يستحضر معناها في ذهنه ويتساءل هل هي صادقة أم كاذبة لا يستطيع أن يشك البتة في صدقها. فالبديهي إذن هو الذي يفرض نفسه فرضا على العقل ولا يترك له أدنى مجال للشك.
وكان ديكارت قد بيّن أن البداهة معيار الحقيقة وأنّ المعاني لا تكون بديهية إلا إذا كانت واضحة متميّزة . ومع أنّ البداهة التي يتحدّث عنها ديكارت هي البداهة العقلية، لا البداهة الحسية، فإنّ شرط البداهة وحده لا يمكن أن يكون معيارا صادقا للحقيقة. وفعلا لا يكفي القول إنّ قضيّة ما بديهية إذا كان الشخص الذي يفكّر فيها لا يستطيع الشك في صدقها، إذ لعلّ امتناع الشك في صدقها إنّما تفسّره حالة هذا الشخص العقلية، كالجنون أو الهيام والإنفعال أو الحكم المسبق، الخ...
وإنّا نميز في العادة بين ما يبدو بديهيا لشخص ما وبين ما هو بديهي حقا وفي ذاته بالنسبة إلى كل العقول. وقد أشار كانط (Kant) ورينوفيي (Renouvier) إلى أنه توجد بداهة شخصية خدّاعة ومضللة. ألا نرى أن المعاني التي نجزم ببداهتها هي المعاني الموافقة لميولنا وآرائنا ومعتقداتنا ؟ ونحن نفهمها بسهولة ونمنحها قيمة موضوعية كاملة دون أن تكون مطابقة للحقيقة. إذن ليس كلّ ما توجبه بديهة الإنسان صادقا بل كثير منها كاذب، والصادق هو بديهة العقل المؤيّدة بالحسّ والتجربة والمُجمع عليها من قبل كل العقول.
وإذا كانت البداهة تعني أخيرا الإدراك المباشر للموضوع البديهي الذي يفرض نفسه فرضا على العقل بحيث لا يدع أيّ مجال للشك، فإنه ينبغي التمييز بين البداهة واليقين، إذ البداهة هي بداهة الموضوع المدرك، في حين أن اليقين هو الأثر الذي تخلفه هذه البداهة في النفس والشعور الباطني الذي تولده فيها.

2-2- أطروحة السؤال: معيار الحقيقة هو البداهة العقلية.
2-3- المواقف المؤيدة: ديكارت واسبينوزا
2-3-1- ديكارت: البداهة معيار الحقيقة
تتعارض الحقيقة عند ديكارت مع الرأي، إذ أنها تعتمد على المنهج وعلى قواعد عقلية صارمة يمكن اختصارها في أربع قواعد رئيسية: البداهة، التحليل، النظام والمراجعة. وتتأسس الأفكار البديهية على مبدأ الحدس، في حين تتأسس الأفكار الأخرى على مبدأ الاستنباط. هكذا يحدد ديكارت للحقيقة معيارين رئيسيين هما: البداهة والانسجام العقلي.فهناك أفكار واضحة متميزة في الذهن تدرك إدراكا حدسيا مباشرا، ولا يحتاج العقل لإثبات صحتها إلى براهين وأدلة عقلية، ولذلك فمعيار صحتها في بداهتها؛ بحيث يمكن القول هنا مع ديكارت بأن كل فكرة بديهية فهي فكرة حقيقية، كأن أدرك أنني موجود أو أن المثلث هو شكل ذو ثلاثة أضلاع او أن الكل أكبر من الجزء. وهناك أفكار نحتاج لإثبات صحتها إلى الاستدلال عليها عقليا، بحيث نستنبطها من الأفكار البديهية الأولية، ولذلك فمعيار صحتها يرتبط بمدى انسجامها المنطقي ومطابقتها لقواعد العقل ومبادئه. ولذلك فالحقائق التي يتوصل إليها عن طريق الاستنباط لا تقل أهمية ويقينية عن الحقائق الحدسية الأولية، ما دامت صادرة عنها بواسطة حركة فكرية مترابطة ومتصلة تفضي إلى نتائج ضرورية.
هكذا فالحدس والاستنباط هما أساس المنهج المؤدي إلى الحقيقة. وبذلك فمعيار الحقيقة يتحدد أولا في البداهة المرتبطة بالحدس؛ إذ أن كل فكرة بديهية هي فكرة حقيقية تدرك بواسطة الحدس العقلي الخالص، كما يتحدد هذا المعيار ثانيا بواسطة التماسك المنطقي المرتبط بالاستنباط؛ إذ أن كل فكرة منسجمة منطقيا ومتطابقة مع قواعد الاستنباط العقلي تعتبر فكرة صحيحة ومنطقية. وينبغي الإشارة هنا إلى أن معيار البداهة عند ديكارت هو معيار كوني؛ إذ أن الأفكار البديهية هي بديهية بالنسبة لجميع العقول، خصوصا وان ديكارت يعتقد أن العقل أعدل قسمة بين الناس وأنه يحتوي على أفكار أولية وفطرية معيار صحتها في بداهتها، أي في وضوحها وتميزها.

2-3-2- اسبينوزا: الحقيقة معيار ذاتها.

يعتبر اسبينوزا أن معيار صدق الحقيقة هو بداهتها التي تفرض نفسها على العقل، فهي مثل النور لا تحتاج إلى من يكتشفها أو يؤكدها، وبهذا المعنى فمعيارها كامن فيها ولا يوجد خارجها (الواقع مثلا)؛ فالحكم على المعارف بالصحة أو الخطأ يتوقف على وضوحها ويقينها أمام العقل إذ أن توافقها مع الموضوعات التي تمثلها يجعلها حقيقية، بينما كل تعارض بينهما سيكشف عن زيفها وخطئها.

3- المناقشة: مناقشة الأطروحة التي يفترضها السؤال.
3-1- المواقف المعارضة:
3-1-1- جون لوك:

يرفض جون لوك معيار البداهة الذي قال به الفلاسفة العقلانيون كديكارت واسبينوزا، وهذا نابع من رفضه لوجود أفكار أولية وفطرية في العقل. هكذا اعتبر جون لوك أن العقل صفحة بيضاء وأن التجربة هي التي تمده بالمعارف والأفكار. من هنا فالتجربة هي المعيار الأساسي والوحيد للحقيقة. فالحواس تمدنا بالأفكار البسيطة كالامتداد والشكل والحركة، ثم يعمل العقل على التأليف بينها لإنتاج الأفكار المركبة كفكرة الجوهر والعلية واللامتناهي. هكذا فكل أفكارنا ذات أصل حسي، والحواس هي التي تمنح لأفكارنا الصدق والحقيقة. وإذا تعذر إرجاع فكرة ما إلى أصلها الحسي التجريبي، فهي فكرة وهمية وباطلة. فمعيار الحقيقة إذن هو مطابقتها للواقع الحسي التجريبي. ويبدو أنه يتعذر وجود معيار كوني للحقيقة التجريبية مادام أن تجارب الناس مختلفة ومتعددة، وهو ما ينعكس على تصورهم لموضوع الحقيقة ومعاييرها.

3-1-2- إيمانويل كانط:
يتساءل كانط: هل هناك معيار كوني ومادي للحقيقة؟ وهل هناك معيار كوني وصوري للحقيقة؟
وفي إطار إجابته عن هذين السؤالين، رأى كانط أنه لا يمكن أن يوجد معيار كوني ومادي للحقيقة لأن الحقيقة المادية هي تلك المطابقة لموضوعها، والحال أن موضوعات الحقيقة تختلف وتتعدد مما يتعذر معه وجود معيار كوني لها. وبالمقابل يرى كانط أنه يمكن الحديث عن وجود معيار كوني وصوري للحقيقة، ويتمثل هذا المعيار في مطابقة المعرفة لمبادئ العقل وقواعد المنطق.

4- التركيب:
يستفاد من المواقف المعروضة أنه لا يوجد معيار واحد قار وثابت للحقيقة، وأن معاييرها تتعدد وتختلف بتعدد واختلاف التي نبحث داخلها عن الحقيقة. وهو ما ينتج عنه أن معايير الحقيقة نسبية نظرا لنسبية واحتمالية الحقيقة. فلا وجود إذن لمقياس مطلق للحقيقة ما دامت لا توجد حقيقة واحدة ومطلقة حتى داخل العلم نفسه. لكن ألا يعني القول بتعدد هذه المعايير بأن الحقيقة قد فقدت كل قيمة واعتبار؟

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://psychos.net
 
تحليل السؤال الفلسفي: هل الحقيقي هو البديهي؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تحليل السؤال الفلسفي: هل تكمن قيمة الحقيقة في ما هو نافع؟
» تحليل السؤال الفلسفي: هل يتعارض الرأي تعارضا مطلقا مع الحقيقة؟
» منهجية السؤال الإشكالي المفتوح
» منهجية السؤال الفلسفي
» منهجية النص الفلسفي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المعرفة للجميع :: الفلسفة والإنسانيات :: فضاء الفلسفة بالثانوي :: منهجية الكتابة الفلسفية ونماذج من إنشاءات التلاميذ-
انتقل الى: