المعرفة للجميع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المعرفة للجميع

زاد المعرفة ونبراس يضيء كل الدروب المظلمة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الإيديولوجيا محمود الزهيري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
واحد من الناس
Admin
واحد من الناس


المساهمات : 494
تاريخ التسجيل : 28/10/2011
العمر : 41

الإيديولوجيا محمود الزهيري Empty
مُساهمةموضوع: الإيديولوجيا محمود الزهيري   الإيديولوجيا محمود الزهيري Emptyالثلاثاء نوفمبر 22, 2011 5:54 pm

إذا أردت أن تؤسس لمجتمع نابض بالحياة يسعي نحو الرفاهة والحرية والمساواة للمنتمين لهذا المجتمع علي أساس المواطنية وليس علي أساس الطائفية التي هي العدو الرئيسي للمواطنية فماعليك إلا أن تعلن الرفض الكامل لهذه الطائفية الملعونة التي تدمر الإنسان وتقتل بداخله كل معاني الإنسان وتعلي من القيم الإيديولوجية العاصفة بروح الإنسان والمدمرة لعقله وقيمه التي غالباً ماتضيع في رواق المنتمين للإيديولوجيا والتي مشتقة منها الطائفية والعنصرية .

إن الإيديولجيا لايمكن أن تصنع مجتمع , ولا يمكن أن تحمي قيم جماعية , لأن كل إنسان له مفرداته الخاصة التي يعيش بها داخل أي مجتمع من المجتمعات بكل موروثات هذا الإنسان وبكل القيم التي نشأ عليها في مجتمعه المتغيرمثله في ذلك مثل غالبية المجتمعات الخارجة علي إطار الوصاية والولاية التي تقوم فيها الدولة أحياناً بدور الحامي لقيم المجتمع والمنظم لأعرافه والمحدد لتقاليده وكأم الدولة يتم إستبدال دورها بدور الإله الأرضي أو دور النبي السياسي , وتحتمي بالإيديولوجيا الدينية السماوية أو الإيديولوجيا الفكرية الأرضية , وكلاهما يمثلان أيديولوجيا ويتم تفعيل أبحديات الإيديولوجيا بعقلية من يعبدها فقط والباقين هم أتباع لتلك العقلية وواقعين في أسر العقل المفرد العابد لتلك الأيديولوجيا أوالعبد المأسو لديها !!
إن الإيديولوجيا دائماً تطرح إجابات فقط , ويجرم في منظومتها من يطرح الأسئلة , فهي الجامعة لكل الإجابات الجاهزة والمعدة سلفاً بعقلية من أنتج هذه الإيديولوجيا , ومن ثم فإن أي تساؤل حولها يعتبر معول هدم لها ومن هنا كانت التساؤلات تمثل جريمة كبري ويستحق صاحب تلك التساؤلات العقوبات المناسبة والتي تبدأ بالإضهاد والملاحقة وتكير صفو الحياة إن وجد صفو في ظل هذه الإيديولوجيا , وتتابع بالحبس والتعذيب , وتستكمل حلقاتها بالقتل لكل أعداء تلك الإيديولوجيا !!
إنها في التشبيه والوصف بمثابة روح شريرة تقتل كل إبداع وخلق وإبتكار , ومن ثم فهي معادية للعقل , ومعادية للروح المبدعة الخلاقة , حيث الأحكام الجاهزة وأدوات ووسائل القمع ليس لها حدود ولاحصر, ومن ثم فإن الإيديولوجيا تتصادم مع مفهوم المجتمع المدني , وتتخاصم مع الوحدة الوطنية , حيث يسبق الوعي بالإيديولوجيا الوعي بالمجتمع , وحيث يسبق الوعي بالأزمات الوعي بالإيديولوجيا , ومن هنا كانت الإيديولوجيا هي محصلة التخاصم مع المجتمع وجميع الخارجين عليها والغير مؤمنين بها لأنها في أساسيات وجودها بنيت علي أساس من القداسة فكان تقديس الحزب السياسي مقدم علي تقديس السياسة ذاتها , وتقديس الإيديولوجيا والكفر بالواقع حال كون جميع الإجابات موجودة للواقع , وأن الواقع في المفهوم الإيديولوجي خاطئ والإيديولوجيا هي التي لاتخطئ .
ومن هنا كانت الإيديولوجيات جميعها تمثل أحلاف للطائفية والعنصرية سواء كانت الإيديولوجيا دينية أو سياسية , فكيف إذاً يمكن أن نؤسس لمجتمع مدني مبني علي المواطنية وتتصارع فئات المجتمع الطائفيات والعنصريات .
مازالت الإيديولوجيا لاتؤمن إلا بذاتها بمعني أنها ذاتية شخصية فردانية في مواجهة باقي الإيديولوجيات متمتعة بقدر أعلي من الأنا في مواجتها بالآخر , وماتزال الإيديولوجيا غير قابلة إلا للتناقض مع غيرها بمعني أنها هي التي تمتلك جميع الحقائق المطلقة التي لاتثريب عليها بالإطلاق , ومن ثم تتخاصم الإيديولوجيا مع أي أيديولوجيا أخري سواء كانت دينية أو لادينية , سماوية أو أرضية , وكان نتاج ذلك أن أصبحت الإيديولوجيات مرفوعة في عل وتأخذ مرتبة أعلي من مرتبة المجتمع أو الدولة , حيث أنها حسبما يفترض مؤسسها أو مؤسسيها غايتها و هدفها الإنسان , ومن ثم فالإنسان الغير مؤمن بها يكون في حالة التدني حيث تكون محلها حالة الرفعة والعلو علي حساب الإنسان بصفة عامة .
ومازالت الإيديولوجيا ضيقة وحيزها محدود في حين أن الإنسان بمتطلباته وحاجياته لامحدودة وقضاياه لانهائية فكيف تكون الإيديولوجيا محتوية للامحدود المتسم بالرحابة والسعة , وحتي علي سبيل الفرض الجدلي إذا كانت هذه الإيديولوجيا متسعة ورحبة فكيف بها ترفض الآخر وتنابزه العداء لدرجة الإقصاء بداية والقتل نهاية ؟!!
لايمكن للإيديولوجيا أن تفتح فضاءات الأسئلة الرحبة الواسعة التي تؤصل للبحث عن إجابات غير الإجابات الجاهزة والمعدة سلفاً داخل المنظومة الإيديولوجيا , ولاتسمح علي المطلق بالإجتهادات الشخصية الفردية أو الجماعية , وإنما ماعليك إلا أن تبحث في الإيديولوجيا عما تريده من إجابات جاهزة فقط , ولاحظ ذلك في تبويبات النظريات وتصنيفاتها المعدة سلفاً , ويمكنك أن تلاحظ ذلك في كتب التراث الديني التي تم تبويبها وتصنيفها إلي أبواب عديدة تطرح جميع الإجابات وماعلي الباحث إلا أن يبحث عن إجابة لما يطلب , ولا يمكن له أن يجتهد علي الإطلاق في وجود مثل هذه الكتب ذات الإجابات الجاهزة .
إن الإيديولوجيا لاتنتج فناً , ولاتنتج ثقافة , وإنما تخلق هوية خاصة بها في مواجهة الهويات الأخري , وما ظهور بعض المدارس الأدبية والفنية التي كانت تنحو إلي المزية في الفن والأدب إلا هروباً من جحيم الإيديولوجيات المحتكرة للفن والأدب الذي يخدم عليها وعلي وجودها وإستمرارها في عالم الناس .
فكيف يتم الإبداع من خلال إطار ثقافي أو معرفي مرتبط بإيديولوجيا محدودة .
مع أن جميع الطغاة في التاريخ كانوا ملتحفين بإيديولوجيات صنعوها هم بأنفسهم وأجبروا الناس علي إتباعها رغماً عن إرادتهم التي تم إلغاؤها في مقابل إرادة الإيديولوجيا , فكان الجنون والقتل مساويان دائماً لكلمة طاغية , والطاغية ملتحف بإيديولوجيا تحقق أهدافه ومصالحه فقط , أما مصالح المجتمع أو الدولة فلتكن في مؤخرة الإهتمامات والمصالح .
دائماً ماتسقط الإيديولوجيات وتتهاوي أركانها ركناً بعد ركن بإصطدامها بالوقائع والحقائق الإنسانية المطلقة في حاجيات الإنسان الضرورية والتي تمثل القواسم المشتركة في عالم الإنسان , ولنا أن نسأل لماذا إنهارت أيديولوجية المعسكر الإشتراكي , بل ولماذا إنهارت النظرية السياسية الدينية للإسلاميين في تطبيقاتها للحكم والسلطة ؟!
هذا السؤال منوط بإجابته دلالة الواقع المتغير والذي يريد تثبيته أصحاب الإيديولوجيات عند مرحلة تاريخية محددة دون إعتبار للواقع المتغير والمتجدد في قضاياه وإشكالياته وإحتياجات ذلك الواقع المتأزم بسبب من تلك الإيديولوجيات الملتفة حول خطوط عريضة ومبادئ رنانة ومثل لايمكن تطبيقها في عالم الناس وإنما هي الأقرب للتطبيق في عالم السماء حيث يكون مجتمع الملائكة الأطهار الأبرار الأخيار , أما عالم الناس فهو عالم الخطيئة والدنس والفسوق , أو هو عالم الواقع , وليس عالم المثل !!
إن المراجعات الدينية والسياسية الملتحفة بالإيديولوجيا لم تكن إلا تبريرات سطحية وملعونة وفي غالب الأمر فهي تبريرات دفاعية وليست تبريرات نقدية لتلك التجارب التي تذهب دائماً إلي أن جوهر الخطأ ليس في النظرية أو الإيديولوجيا , وإنما هو الخطأ في التطبيق , والأمثلة كثيرة في هذا المضمار علي المستوي الديني أو السياسي والتي تمثل فشلاً زريعاً في حال التطبيق علي أرض الواقع .
وذلك لأن الإيديولوجيا تنفي الآخر ولاتؤمن إلا بذاتها فقط , حال كونها لاتقبل المشاركة من الآخر , وتدعي السمو والرفعة وغير المنتمين إليها في أسفل السافلين .
ولايمكن الخروج من ربقة وذل الإيديولوجيات إلا بالإلتفاف حول المشتركات الإنسانية الباحثة عن سعادة الإنسان ورفاهيته في عالم الناس بلا وصاية أو رقابة , من خلال منظومة تشريعية وقانونية هدفها الإنسان بلا تمييز لأي سبب من الأسباب وبلا تفرقة لأي سبب من الأسباب , وذلك لن يتحقق إلا من خلال مجتمع دولة المواطنة حيث الوصاية تكون للدستور والقانون .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://psychos.net
 
الإيديولوجيا محمود الزهيري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإيديولوجيا: تعريف واستعمالات
» الإيديولوجيا: تعاريف واستعمالات
» كتاب الإيديولوجيا - دفاتر فلسفية
» المحور الثالث: الإيديولوجيا والوهم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المعرفة للجميع :: الفلسفة والإنسانيات :: فضاء الفلسفة بالثانوي :: مقالات فكرية-
انتقل الى: