المعرفة للجميع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المعرفة للجميع

زاد المعرفة ونبراس يضيء كل الدروب المظلمة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هل معرفتي بذاتي تمكنني فعلا من معرفة الغير؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
واحد من الناس
Admin
واحد من الناس


المساهمات : 494
تاريخ التسجيل : 28/10/2011
العمر : 42

هل معرفتي بذاتي تمكنني فعلا من معرفة الغير؟ Empty
مُساهمةموضوع: هل معرفتي بذاتي تمكنني فعلا من معرفة الغير؟   هل معرفتي بذاتي تمكنني فعلا من معرفة الغير؟ Emptyالأربعاء نوفمبر 16, 2011 3:21 pm

الموضوع الأول : هل معرفتي بذاتي تمكنني فعلا من معرفة الغير؟


الغير هو الأنا الذي ليس أنا، أي تلك الذات الإنسانية التي تشبهني والتي تختلف عني في نفس الوقت. هذا الاختلاف جعل من إمكانية معرفة الإنسان لغيره صعبة إن لم نقل مستحيلة. وبالرغم من أنها تتحقق في أحيان قليلة فإنها تبوء في نهاية المطاف بالفشل وتتحول إلى معرفة خاطئة. وهذا بالضبط ما يتطرق إليه السؤال الماثل أمامنا والذي يتأطر ضمن مجزوءة الوضع البشري المعني بدراسة كل ما يحصر الذات الإنسانية في كل مستويات الوجود، وتحديدا مفهوم الغير من خلال الانفتاح على مسألة معرفة الغير وهذا ما يجعلنا نطرح الأسئلة التالية : هل باستطاعتنا التعرف على الغير من خلال تعرفنا على ذاتنا ؟ أم أن هذه المعرفة غير ممكنة ومستحيلة ولا يمكن أبدا أن تكون صحيحة؟

كثير منا من يشبه غيره بنفسه. وبذلك يقوم بالتعرف على الغير داخل فعله واستنادا على معرفته بذاته فيقول: ذلك الإنسان فرح لأنه يضحك، أو يقول: ذلك الشخص حزين لأنه يبكي. لأنه يسقط الحالة التي يتواجد عليها غيره على نفسه لأنه أيضا يضحك عندما يكون فرحا في حين يبكي إن كان قلقا. وبذلك تكون جميع الأحكام التي أطلقها على الغير أحكاما استمدها من تجربته الشخصية، ومن مجموع أحاسيسه ومشاعره. لكن ألم يتساءل يوما عما إذا كانت هذه المعرفة صحيحة فعلا أم لا؟ ألا يمكن لذلك الشخص مثلا أن يكون حزينا بالرغم من أنه يضحك؟ وذلك ليخفي حزنه ربما لأنه لم يرغب في أن يتعرف أحد على مشاكله ويبقيها سرا في قرارة نفسه؛ فهذا فعلا ما يحدث، فكثيرا ما نظن أن أفراد تلك الأسرة مثلا يعيشون في سلام وفي هناء لأن ذلك ما تبديه البسمة الدائمة التي ترتسم على وجوههم لكن ما إن نتعرف عليهم أكثر ( وعن قرب) كأن تتزوج أختنا أو ابنتنا ابن تلك الأسرة فنكتشف أن كل الابتسامات التي بدت على محياهم كل تلك الأيام كانت تخفي الكثير والكثير، ويتضح فعلا أنهم يعانون من مشاكل عدة. أي أن معرفة الغير تكاد تكون مستحيلة. لكن هذا لا يعني أن كل المعرفة التي كوناها عن الآخرين خاطئة؛ ذلك يرجع إلى طبيعة الغير، فإن صادفت فعلا أحدا يشبهني تماما وله نفس انطباعي ونفس تصرفاتي فقد تفيدني معرفتي بذاتي بنفسي في معرفتي له. إن هذا التناقض الذي تبديه مسألة معرفة الغير يجعلنا دائما في حيرة من أمرنا، يجعلنا نرغب في مناقشتها حسب رأي كل فيلسوف ونطرح عدة تساؤلات. فهل فعلا تعتبر معرفة الغير ممكنة؟
وهذا بالضبط ما يحاول موريس ميرلوبونتي تأكيده، أي أنه يقر بإمكانية معرفة الغير؛ وذلك من خلال الاستعانة بتجربة التواصل. فكوني راكبة قطار مثلا أجلس أمام راكب آخر لا اعرفه، وللمرة الأولى أرى فيها وجهه، أظن انه غريب عني وجد مختلف وأنه قلعة مستعصية المعرفة، ويعيش في عالم لا يمكن لي أن أتواجد فيه. لكن بمجرد نطقه بكلمة واحدة أكتشف على الفور أنه ذات تشبهني ويمكنني أن أتعرف عليها. فبفضل هذا التواصل تحقق بيننا مجال بين ذاتية، مجال تشاركت وتفاعلت فيه ذواتينا الإنسانيتين لتتحقق على الفور المعرفة التي يظن الكثير بأنها مستحيلة . لكن ألا يمكن أبدا أن تكون هذه المعرفة خاطئة ومجرد أوهام؟
عكس ما يظنه موريس يؤكد مالبرانش على أن معرفة الغير غير ممكنة بشكل يقيني، فهي إذن مجرد معرفة تخمينية، قليلا ما تكون صحيحة أو قد لا تكون صحيحة نهائيا. فكل معرفة كونتها عن غيري وانطلقت فيها من ذاتي، أي أنني شبهته بنفسي غالبا ما توقعه في الخطأ حيث يقول: "فانا أخطأ دائما إذا ما حكمت على الآخرين من خلال ذاتي ". وبذلك يوجه انتقادا للتصور الميرلوبونتي الذي يقر بإمكانية معرفة الغير. كما أن جون بول سارتر بدوره يكذب إمكانية التعرف على الغير من خلال ذواتنا. لكن ما الذي يجعله ينفي هذه الإمكانية؟
إلى جانب مالبرانش يرى سارتر أيضا بأن معرفة الغير مستحيلة، وليؤكد ذلك انطلق من تجربة النظرة أي تلك النظرة التشييئية التي نصوبها في وجه الغير والتي هو بدوره يصوبها وجهتنا حيث يقول: "إن نظرة الغير تحولني إلى موضوع كما أن نظرتي تحوله إلى موضوع". فكيف أمكننا إذن التعرف على الغير وبيننا علاقة تشييئية ليس إلا. فالمعرفة الصحيحة ينبغي أن تنبني على علاقة إيجابية يقدر فيها كل طرف الآخر. فحسب سارتر إذن معرفة الغير مستحيلة.
لعل موقف كل من سارتر و موريس على حظ وافر من الصحة، فكثيرا ما نكتشف أن كل ما كوناه من معرفة عن هي مجرد أوهام وأكاذيب. وهذا يذكرني بما يحدث إن مات أحد أقاربنا، فألمح شخصا يبكي وآخر هادئ. فأقول في قرارة نفسي: إن الذي يبكي متأثر جدا بموت قريبنا، وأن الآخر غير مبال. في حين يتضح أن الأول يصطنع البكاء لتحقيق أغراض شخصية، وان الآخر متأثر فعلا لكنه راض بقدر ربه وقضائه. كما يذكرني أيضا بما يحدث لي في الثانوية، فحين أخرج من امتحان ما محطمة ومتوترة لأنني لم أبل حسنا، تهدئني إحدى صديقاتي وتعترف بأنها أيضا لم تبل حسنا، وأنه يستحيل أن تحصل حتى على المعدل لكن بمجرد تصحيح الامتحان وصدور النتائج تتصدر لائحة الأوائل. فأكتشف على الفور أن ما عرفته عنها ليس صائبا أي أن معرفة الغير بشكل يقيني غير ممكنة إلا في حالات استثنائية .

بين أطروحة وضدها يتضح أن معرفة الغير مسألة معقدة مليئة بالغموض وتحمل عدة تناقضات ومفارقات. لأن البعض يرى بأنها ممكنة وبسيطة و ليست بهذه الدرجة من الغموض لكن ما أن أظن اليوم أنني عرفته أو عرفتها حتى يتبين لي غدا أنني لم أنجح في معرفتها ولم أصب الهدف. وبذلك تكون غير ممكنة ويبقى لكل منا طريقته الخاصة في تحديد الأطروحة التي يظنها صائبة أو على الأقل تملك حظا أوفر من الصحة .


من إنجاز التلميذة: جميلة انكفاض
المعدل الذي حصلت عليه: 17.75


عدل سابقا من قبل واحد من الناس في السبت نوفمبر 17, 2012 5:36 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://psychos.net
واحد من الناس
Admin
واحد من الناس


المساهمات : 494
تاريخ التسجيل : 28/10/2011
العمر : 42

هل معرفتي بذاتي تمكنني فعلا من معرفة الغير؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل معرفتي بذاتي تمكنني فعلا من معرفة الغير؟   هل معرفتي بذاتي تمكنني فعلا من معرفة الغير؟ Emptyالأربعاء نوفمبر 16, 2011 3:24 pm

ملاحظة: لقد قمت ببعض التعديلات وأدخلت بعض التصحيحات على الموضوع الذي حررته التلميذة لكن دون أن يفقد الموضوع روحه لأن هذه التقويمات همت بالأساس الأخطاء اللغوية والإملائية وحروف الجر رغم أنها كانت قليلة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://psychos.net
 
هل معرفتي بذاتي تمكنني فعلا من معرفة الغير؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هل معرفة الغير ممكنة؟
» المحور الثاني: معرفة الغير
» نموذج القولة: معرفة الغير
» الغير عند سارتر
» المحور الأول: وجود الغير

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المعرفة للجميع :: الفلسفة والإنسانيات :: فضاء الفلسفة بالثانوي :: تلاميذ مبدعون-
انتقل الى: