المعرفة للجميع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المعرفة للجميع

زاد المعرفة ونبراس يضيء كل الدروب المظلمة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المحور الثالث: الشخص بين الضرورة والحرية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
واحد من الناس
Admin
واحد من الناس


المساهمات : 494
تاريخ التسجيل : 28/10/2011
العمر : 41

المحور الثالث: الشخص بين الضرورة والحرية Empty
مُساهمةموضوع: المحور الثالث: الشخص بين الضرورة والحرية   المحور الثالث: الشخص بين الضرورة والحرية Emptyالسبت نوفمبر 05, 2011 5:47 pm

الشخص بين الضرورة والحرية:
*إشكال المحور:
هل الشخص ذات حرة ومستقلة أم أنه خاضع لجملة من الحتميات والإكراهات المختلفة؟

1-الشخص خاضع لضرورات وحتميات مختلفة.
أ-موقف اسبينوزا: أفعال الإنسان محكومة بضرورات طبيعية.
يرى اسبينوزا أن الناس يعتقدون أنهم أحرارا في أفعالهم وأنهم يتصرفون وفق إرادتهم واختيارهم، لا سيما أنهم يكونون على وعي بما يقومون به، إلا أن الحقيقة بخلاف ذلك؛ فالناس يجهلون الأسباب الحقيقية لأفعالهم ورغباتهم والتي تحددها بشكل طبيعي وحتمي.
إن التجربة تبين حسب اسبينوزا أن الناس لا يستطيعون التحكم في شهواتهم بما فيه الكفاية؛ ذلك أنهم غالبا ما يدركون الأفضل ومع ذلك يفعلون الأسوأ وينتابهم الندم من جراء ذلك. وفي هذا السياق يقدم اسبينوزا أمثلة تتعلق برغبة الرضيع في حليب الأم، وبحالة الغضب التي تنتاب الشاب وهو يريد الانتقام، وبرغبة الجبان في الفرار، لكي يبين لنا من خلالها أن هؤلاء وغيرهم من الناس يظنون أنهم أحرار أثناء قيامهم بتلك الأفعال وغيرها، إلا أن واقع الأمر عكس ذلك فهناك أسباب خفية تقف وراء أفعالهم تلك وتوجهها.
هكذا فمن الوهم الاعتقاد، حسب اسبينوزا، بأن الإنسان حر نظرا لجهله بالأسباب التي تحرك أفعاله وأقواله، وهي أسباب لا تخرج عن إطار الحتمية الطبيعية التي تخضع لها جميع الأشياء.

ب-موقف العلوم الإنسانية: الشخص خاضع لحتميات لاشعورية واجتماعية(التحليل النفسي نموذجا).
يعتبر التحليل النفسي الفرويدي أن البنية النفسية للإنسان تتحدد بشكل حاسم في مرحلة الطفولة، كما أن سلوكاته تقف وراءها نزعات لاشعورية توجه حياته دون أن يشعر. هكذا يحل اللاوعي محل الوعي، ويبدو الشخص خاضعا لنزعاته التدميرية العدوانية ولغرائزه الجنسية التي يختزنها “الهو”.
ومن جهة أخرى بينت الدراسات الاجتماعية والأنثروبلوجية أن الكثير من أحاسيس الإنسان وأفكاره وسلوكاته مفروضة عليه من خلال التنشئة الاجتماعية. فالشخص لا يعدو أن يكون نتاجا لتفاعل بنيات وقواعد مؤسسية مختلفة تمارس عليه الإكراه من مختلف الزوايا؛ سواء تعلق الأمر بالبنيات النفسية أو اللغوية أوالمادية والاقتصادية. من هنا فقد انتهت العلوم الإنسانية إلى التأكيد على أن وعي الشخص بذاته يشوبه الوهم والغرور، وتحدثت عن موته واختفائه وسط العديد من المحددات التي تشرطه وتحاصره.
وإذا كان الفيلسوف اسبينوزا قد تحدث عن خضوع الشخص لحتمية طبيعية، وأكدت العلوم الإنسانية عن خضوعه لمحددات نفسية واجتماعية وغيرها، فهل يعني ذلك أن هناك غياب تام لحرية الشخص في بناء نفسه وتقرير مصيره؟

2- الشخص حر في بناء نفسه وتقرير مصيره.

أ-موقف سارتر: الشخص مشروع حر ومستقبلي يجعله أمام إمكانات لا نهائية.
يرى سارتر أن الإنسان كشخص هو مشروع مستقبلي، يعمل على تجاوز ذاته ووضعيته وواقعه باستمرار من خلال اختياره لأفعاله بكل إرادة وحرية ومسؤولية، ومن خلال انفتاحه على الآخرين. ولتأكيد ذلك ينطلق سارتر من فكرة أساسية في فلسفته وهي أن“ الوجود سابق على الماهية”، أي أن الإنسان يوجد أولا ثم يصنع ماهيته فيما بعد.إنه الكائن الحر بامتياز، فهو الذي يمنح لأوضاعه معنى خاصا انطلاقا من ذاته؛ فليس هناك سوى الذات كمصدر مطلق لإعطاء معنى للعالم.
إن الشخص هو دائما كائن في المستقبل، تتحدد وضعيته الحالية تبعا لما ينوي فعله في المستقبل.فكل منعطف في الحياة هو اختيار يستلزم اختيارات أخرى، وكل هذه الاختيارات نابعة من الإنسان باعتباره ذاتا ووعيا وحرية.

ب-موقف مونيي: الشخص حر في تقرير مصيره.
يرى مونيي أن الشخص ليس موضوعا، وبالتالي لا يمكن التعرف عليه من الخارج والتعامل معه كمادة جامدة. وهو ينتقد هنا ضمنيا موقف العلوم الإنسانية التي تطمح إلى السيطرة على الإنسان ودراسته كباقي أشياء الطبيعة. يرفض مونيي هذا الموقف الأخير ويعتبر أن الشخص وحدة كلية تتكون من عدة أجزاء وجوانب، كما أن فهمه والتعرف عليه لا يمكن أن يكون إلا من الداخل ومما هو روحي ويتميز به عن باقي الأشياء.
ومن ناحية أخرى يعتبر مونيي أن للشخص قيمة مطلقة ولا يمكن تسخيره من قبل الجماعة كوسيلة، بل هو غاية في ذاته. ولذلك فهو يدعو المجتمع إلى ضرورة توفير الظروف والوسائل الملائمة لكي يحقق الأشخاص ميولاتهم ويقرروا مصيرهم بمحض حرياتهم. وفي هذا السياق يقول مونيي: « إن الإنسان هو الذي يقرر مصيره ولا يمكن لأي شخص آخر، فردا كان أو جماعة، أن يقوم مقامه في ذلك».



عدل سابقا من قبل واحد من الناس في الثلاثاء نوفمبر 20, 2012 5:35 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://psychos.net
واحد من الناس
Admin
واحد من الناس


المساهمات : 494
تاريخ التسجيل : 28/10/2011
العمر : 41

المحور الثالث: الشخص بين الضرورة والحرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: المحور الثالث: الشخص بين الضرورة والحرية   المحور الثالث: الشخص بين الضرورة والحرية Emptyالثلاثاء نوفمبر 20, 2012 4:20 pm

- المشروع : يرى سارتر أن الإنسان قبل أن يعي حريته لا يكون سوى عدم أو مجرد "شيء" لا قيمة له، لكن حينما يعيها يتحول إلى مشروع له قيمة مميزة.
- الوجودية: هذه الفلسفة تقوم أساسا على نظرة إلى الإنسان الفرد الذي ترى ان "وجوده" هو أهم صفاته، وانه غاية بذاته، ولا أهداف "ماورائية" لوجوده، بل هو الذي يحدد أهدافه بنفسه. وتؤكد من جهة أخرى أن حرية الإنسان مطلقة ولا حدود لها.
- "الإنسان مشروع وجود يحيا ذاتيا ولا يكون إلا بحسب ما ينويه، وما يشرع بفعله وبهذا الفعل الحر الذي يختار به ذاته، ويخلق ماهيته بنفسه" جون بول سارتر.


عدل سابقا من قبل واحد من الناس في الأحد ديسمبر 09, 2012 4:16 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://psychos.net
واحد من الناس
Admin
واحد من الناس


المساهمات : 494
تاريخ التسجيل : 28/10/2011
العمر : 41

المحور الثالث: الشخص بين الضرورة والحرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: المحور الثالث: الشخص بين الضرورة والحرية   المحور الثالث: الشخص بين الضرورة والحرية Emptyالأربعاء نوفمبر 21, 2012 4:37 am

هكذا يتبين أن البعد الأخلاقي يمثل أحد المقومات الأساسية لمفهوم الشخص، بحيث يستحيل التفكير في هذا المفهوم دون استحضار هذا البعد. ورغم أن التفكير في أساس أو منبع هذا البعد الأخلاقي يكشف عن تنوع الإجابات أو المقاربات، فإنها تكشف ،في النهاية،عن تعدد مستويات النظرة إلى حقيقة الإنسان. و من ثم فالإختلاف بين المنظور الحديث الذي يؤسس الوعي الأخلاقي على مستوى ذاتي تمثله فكرة الشخص الأخلاقية عند "كانط" ، وبين المنظور المعاصر الذي يتجه نحو التركيز على البعد العلائقي للإنسان كأساس لتكوينه الأخلاقي عند "غوسدورف"، هو اختلاف يجد تفسيره في طبيعة المنطلقات الفكرية لكل منظور. المحور الثالث: الشخص بين الضرورة والحرية

لقدتم النظر إلى الإنسان في إطار الفلسفة التقليدية (من أفلاطون إلى ديكارت و كانط) نظرة ميتافيزيقية أساسها اعتبار الذات الإنسانية متميزة و متعالية عن بقية الموجودات بفضل ما تختص به من وعي و إرادة و حرية و مسؤولية. فالفيلسوف التقليدي لم يكن يرى في ماهية الإنسان سوى ما يجعلها تستبعد كل عنصر طبيعي مقابل الوعي و الإرادة(نجد ذلك مثلا في تصور "أفلاطون" حول خلود النفس، وعند "ديكارت" في فكرة الكوجيطو، و في فكرة العقل الأخلاقي عند "كانط").

غير أن هذا التصور سيبدأ في التراجع أمام تبلور نظرة علمية اتجهت نحو إنزال الإنسان من سمائه الوهمية لكي تربطه بجذوره الطبيعية أولا(علوم الطبيعة)، وبالشروط النفسية والإجتماعية لاحقا(العلوم الإنسانية).. فلم يكن من اللازم انتظار ولادة العلوم الإنسانية لكي تنكشف فكرة الحتمية أو الضرورة التي تتحكم في وجود الإنسان في الخطاب العلمي، بل نجد أن العلوم الطبيعية قد افتتحت هذا الدرب من خلال ما خلقته نظرياتها الفلكية(كروية ودوران الأرض مع "كوبيرنيك") و الفيزيائية (الجاذبية مع "نيوتن") و البيولوجية (نظرية تطور الأنواع مع "داروين") من انقلاب في تصور الإنسان لذاته، حيث أصبح ينظر إليه كجزء من الكون يخضع، مثل بقية الأشياء، لتأثير القوى الطبيعية بعد أن كان ينظر إليه ،في التصور السابق، كسيد لهذا الكون.

ومع بروز العلوم الإنسانية(القرن 20) ستترسخ هذه النظرة الحتمية إلى الإنسان الذي سيصبح بمثابة بنية نفسية و اجتماعية تحددها عوامل خارجية ومستقلة عن إرادة الفرد و رغبته..فمن زاوية نظر التحليل النفسي(فرويد) يكون البناء النفسي للفرد نتيجة حتمية لخبراته الطفولية التي تكون مصدرا لنشأة عقد نفسية نتيجة كبت رغبات الطفل خلال مسلسل النمو النفسي و الجنسي( المرحلة الفمية....)، وهو ما يعني أن معظم السلوكات التي تصدر عن الفرد تحركها دوافع لا شعورية ذات طبيعة جنسية.. وبالإضافة إلى هذه الحتمية السيكولوجية، نجد علماء الاجتماع و الأنتروبولوجيا يؤكدون على دور الشروط السوسيو ثقافية في تحديد شخصية الفرد من خلال التنشئة الاجتماعية التي يتم بواسطتها ترسيخ قيم ومبادئ المجتمع في شخصيات أفراده، بحيث ينتج عن ذلك وجود نمطين متداخلين من الشخصية عند كل الأفراد، أحدهما يعكس القيم العامة و المشتركة لثقافة المجتمع (الشخصية الأساسية)، و الآخر يعكس الخصائص التي يستمدها الفرد من انتمائه الجنسي والمهني والإجتماعي (الشخصية الوظيفية)؛ كما أن الأحكام الفكرية والأخلاقية التي يتبناها الأفراد في حياتهم اليومية هي نتاج لأثر"الضمير الجمعي" الذي يمثل سلطة أخلاقية و اجتماعية يتم ترسيخها لدى الأفراد عن طريق التربية و التعليم. و بذلك تصبح شخصية الإنسان مرآة تنعكس فيها طبيعة الثقافة التي تميز مجتمعه، الشيء الذي يؤكد وجود حتمية اجتماعية وثقافية تفقد الإنسان كل سلطة أو نفوذ على ذاته ... و بسبب تمسك النظرة العلمية بهذا التفسير للسلوك الإنساني ، والذي يقوم على نفي حرية و فعالية الفرد أمام البنيات النفسية والإجتماعية، اعتبر بعض الدارسين أن هذه النزعة العلمية هي نزعة لا إنسانية لكونها تؤدي إلى اختفاء أو موت الذات أمام الحضور القوي للعوامل النفسية والبنيات الإجتماعية الخارجية.

وأمام هذه النزعة الحتمية التي ميزت الخطاب العلمي حول الإنسان، برزت اتجاهات فلسفية معاصرة تحاول إعادة الإعتبار للذات الحرة والفاعلة التي تم إقصاؤها في سياق المقاربة العلمية.. فالفلسفة الوجودية ،مثلا ،دافعت بشكل كبير عن حرية الفرد رافضة خضوعه لأية سلطة خارجية تتمثل في المؤسسات (الأسرة/ المجتمع / الدولة/ الحزب...). و المبدأ الأساسي الذي ارتكزت عليه الفلسفة الوجودية هو اعتبار أن "وجود الإنسان يسبق ماهيته"، وذلك بخلاف الأشياء أو الحيوانات التي تتحدد ماهيتها بشكل قبلي سابق على وجودها. فالإنسان بالنسبة ل"سارتر" هو الكائن الوحيد الذي يوجد و هو غير حامل لأية صفات أو ماهية قبلية ،بل بالعكس، فهو يكون في البدء عبارة عن لاشيء، ثم يشرع في تأسيس ذاته وفق ما تقتضيه مشيئته أو إرادته. فعلى عكس الطاولة أو الحيوان اللذين يتخذ وجودهما شكلا خطيا انطلاقا من ماهيتهما القبلية، فإن الإنسان يفتقر إلى مثل هذه الماهية التي قد تسمح بتعريفه أو تحديد شخصيته على نحو قبلي مسبق.

ونتيجة ذلك أن الإنسان يعتبر "مشروعا" لا يعرف الإكتمال لأنه يتحدد بما يختار القيام به، مما يجعل تعريفه بشكل نهائي غير ممكن. فما يميز الإنسان كشخص هو قدرته على تحديد ذاته و مصيره بنفسه كما يتضح من قولة "سارتر": "البطل هو الذي يصنع من نفسه بطلا، والجبان هو الذي يجعل من نفسه جبانا".

ورغم أن الإنسان يتعرض لإكراهات موضوعية تتولد من سلطة البنيات النفسية و الإجتماعية، كما تثبث ذلك العلوم الإنسانية ، فإن ذلك لا يعني - عند الوجوديين - فقدانا للحرية الذاتية والقدرة على الإختيار. فليست الشروط الموضوعية والإكراهات الخارجية سوى تحديات أمام قدرة الإنسان على تجاوزها أو التعالي عليها من خلال طبيعة اختياراته. فالصخرة مثلا تمثل عائقا موضوعيا قد يمنعني من مواصلة السير، غير أن ما أختار القيام به هو الذي يمنح المعنى لموقف الإنسان و يكشف عن حريته، ذلك أنني قد أعمد إلى إزاحة الصخرة لمواصلة الطريق، أو قد أصعد فوقها لمشاهدة منظر معين.. فالإختيار الحر هو الذي يحدد موقف الإنسان في علاقته بالشروط الخارجية التي قد تعوق حريته.

وعموما فقد تميزت الفلسفة الوجودية بإضفاء طابع فردي و متغير على ماهية الإنسان، وذلك بناءا على تأكيدها بأن جوهر الإنسان هو قدرته على الإختيار الحر، الشيء الذي يجعل ماهية الإنسان غير قابلة لتحديد قبلي أو نهائي نظرا لانفتاحها المستمر على إمكانيات متعددة.

وفي سياق الفلسفة " الشخصانية" التي تؤكد على القيمة المطلقة للشخص بوصفه الكائن الأسمى في الكون، تتحدد مكانة الإنسان في سياق علاقته بالغير و بالإنسانية ككل. فالشخص لا يحقق حريته إلا في إطار ما يسميه أقطاب هذه الفلسفة " بالتشخصن" الذي يعني خروج الذات من فرديتها وعزلتها لتنفتح على العالم طبقا لنداء الإنسانية الذي يقتضي من الشخص الدخول مع الغير في علاقة قوامها التواصل و المشاركة. فالحرية ،في منظور الشخصانيين، تبقى حرية مشروطة بالإنفتاح على الغير أو حرية منظمة أساسها الإلتزام باحترام الغير والقيم الإنسانية. و هذا ما يعبر عنه "مونييه" كممثل للشخصانية في الفكر الفرنسي، حيث يؤكد على ضرورة ربط حرية الشخص بالشروط الواقعية التي تجعل الإنسان لا يحقق حريته إلا في إطار الخروج من الذات الفردية نحو الإلتزام بمصير الآخرين. ويندرج موقف "م-ع- الحبابي" في هذا المنظور، حيث يؤكد على أن مفهوم الإنسان لا يتحقق إلا عبر التحرر من وضعية الكائن إلى الشخص(التشخصن) إذ تكون أفعاله صادرة عن وعي قصدي يستهدف الإستجابة لنداء الإنسانية والإنخراط في خدمة قضاياها ومصيرها. فبهذا الفعل الإرادي القصدي الذي يتجه نحو خدمة الإنسانية يحقق الشخص حريته ويتجاوز وجوده الفردي ككائن.

وهكذا يتبين أن الشخص يتحدد - من منظور هذه الفلسفات المعاصرة - ككائن مريد و حر، سواء كانت حريته تتجه نحو الإستجابة للنوازع الفردية و الإختيارات الذاتية كما يرى الوجوديون ، أو كانت حرية مرهونة بالإنفتاح على الغير في إطار التضامن و المشاركة كما يرى الشخصانيون.

تركيب إجمالي:

يتبين أن مفهوم الشخص يحمل طابعا إشكاليا لكونه يثير العديد من القضايا التي تختلف بصددها التصورات أو الخطابات الفلسفية( الهوية/ البعد الأخلاقي/ الحرية...) .و هو مفهوم يشير إلى جملة من الخصائص التي أكدت عليها مختلف المقاربات مثل الوعي بالذات و المسؤولية الأخلاقية و حرية الإرادة..وهذا المعنى الذي درجت عليه التصورات السابقة أصبح،في الوقت الراهن، يكشف عن حدوده في ظل التحولات التي تشهدها الحياة البشرية. فانطلاقا من الجدال الراهن حول العديد من القضايا ذات الصلة بحقوق الإنسان والطبيعة (الإجهاض – الموت الرحيم – حقوق الطبيعة وكرامة الحيوان..) أخذ مفهوم الشخص يميل نحو التوسع بغاية استيعاب ما يتعدى دائرة الإنسانية (الدفاع عن حقوق بيئية أو حيوانية..)، أو ما كان يلحقه التهميش ضمن دائرة الإنسانية نفسها بسبب التأكيد على الوعي والأخلاق (إدخال الجنين والرضيع والمجنون والمعوق ضمن مفهوم الشخص..).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://psychos.net
 
المحور الثالث: الشخص بين الضرورة والحرية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المحور الثالث:دور الإنسان في التاريخ
» فيلم أنا حرة لاقتحام محور الشخص بين الضرورة والحرية
» المحور الأول: الشخص والهوية
» المحور الثاني: الشخص بوصفه قيمة
» المحور الثالث:دور الإنسان في التاريخ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المعرفة للجميع :: الفلسفة والإنسانيات :: فضاء الفلسفة بالثانوي :: ملخصات الدروس-
انتقل الى: