باعتبار الإنسان جزءا من الثقافة ومنتجا لها في الآن نفسه، تحدد الرغبة كميزة لهذا الكائن ينفرد بها عن باقي الكائنات، فهي ليست مجرد ميزة فحسب، بل هي المحققة لإنسانيته، ويمكن حصرها في مجموعة من السلوكات نابعة إما عن وعي أو لا وعي. فما علاقة الرغبة إذن بالوعي والإرادة؟ وهل يمكن الوعي بالرغبة؟
اعتمادا على تحليل ومناقشة المحور الثاني، نستحضر موقفين متضاربين:
- الأول يتبناه الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز، ويقر من خلاله على أن الرغبة لا ترتبط بإنتاجات اللاشعور ولا تتحدد في ماهية الغياب بل إنها واقعية وتشكل مع موضوعها شيئا واحدا؛ فمجال صراعها هو المجتمع وليس الفرد معزولا.
- والثاني، يمثله باروخ اسبينوزا، الذي يرى أن الرغبة متجذرة داخل الوجود البشري، وتقيم في أعماق الإنسان باعتباره كائنا راغبا. وتتمثل الرغبة فيما نسعى إليه ونريده ونشتهيه لأنه شيء طيب ومرغوب فيه. ومن هذا المنطلق خلص اسبينوزا إلى أن الرغبة تتحدد بكونها الشهوة المصحوبة بوعي نفسها وإلى أن الإنسان يعي رغباته لكنه يجهل الأسباب أو العلل الكامنة وراءها.
من إنجاز التلميذة: غيثة بوتزاط