المعرفة للجميع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المعرفة للجميع

زاد المعرفة ونبراس يضيء كل الدروب المظلمة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المفهوم الأول: الشخص

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
واحد من الناس
Admin
واحد من الناس


المساهمات : 494
تاريخ التسجيل : 28/10/2011
العمر : 42

المفهوم الأول: الشخص Empty
مُساهمةموضوع: المفهوم الأول: الشخص   المفهوم الأول: الشخص Emptyالجمعة أكتوبر 28, 2011 6:10 pm

المفهوم الأول: الشخص

1- لحظة الدلالة:

أ‌- الدلالة اللغوية:
يحيل مفهوم الشخص في اللسان العربي على معاني الظهور والتعين والمكانة الاجتماعية وعلى كل جسم له ارتفاع. يقول ابن منظور في معجمه " رجل شخيص إذا كان سيدا...". أما في المعجم الفرنسي فكلمة personne مشتقة من الكلمة اللاتينية persona. وتدل على القناع الذي يضعه الممثل على وجهه ليجسد دورا معينا سواء كان تراجيديا أو كوميديا.

ب‌- في المعاجم الفلسفية:
" الشخص "أنا" بشري، واع بذاته وبالقيم الأخلاقية، ومن ثمة إحساسه بالمسؤولية والكرامة والحق في الوجود." أما لالاند فميز في معجمه الفلسفي بين الشخص الطبيعي من حيث هو جسم ومظهر، والشخص المعنوي من حيث هو ذات واعية، والشخص القانوني من حيث أن له حقوقا وعليه واجبات. يبدو إذن أن مفهوم الشخص يحمل أكثر من دلالة؛ وهو ما يجعله يطرح صعوبة وتعقيدا، فيما يتعلق بتحديد هويته، وقيمته، وتموقعه في إطار وضعه البشري الذي يسيجه بجملة من الإكراهات والشروط النفسية والإجتماعية، قد تفقده هويته وقيمته وحريته.

2- التمييز بين الشخص والفرد والشخصية:

       أ- الفرد individu يتحدد كوجود بيولوجي خالص، أي كوحدة عضوية منطوية على ذاتها.إنه مجرد عينة للنوع، خلية حية ( باعتباره ما هو كائن ).
       ب- الشخص personne مفهوم كوني، أي الذات الأخلاقية والحقوقية التي يجب  أن تكون عند كل إنسان واع بذاته.( باعتباره ما يجب أن يكون)
     ( على الفرد أن يرقى إلى مستوى الشخص ).
      ج- الشخصية personnalité : هي ما يميز الشخص من حيث ميولاته وانفعالاته وطرقة تفكيره. إنها ما يطبع الشخص بطابع خاص. للشخصية معنى سيكولوجي، ومن ثم فهي تحيل على البنيان النفسي الذي يميز الأفراد عن بعضهم البعض. وهي حسب التحليل النفسي بناء نفسي يتكون من ثلاثة أنساق: -الهو (يتكون من الأفكار والذكريات المكبوتة، والغرائز والدوافع البيولوجية. يقوم على مبدأ اللذة ولا تحكمه قوانين العقل والمنطق ومعايير الأخلاق، يتمظهر من خلال الأحلام والأعراض العصابية...) -والأنا هو الجانب الواعي والشعوري وظيفته الأساسية هي خلق التوازن بين إملاءات الهو الغريزية ومطالب الأنا الأعلى الأخلاقية، -والأنا الأعلى يمثل الجانب الأخلاقي المثالي من الشخصية وينقسم إلى أنا مثالي يقابل مفاهيم الطفل عما يراه أبواه سليما وصحيحا أخلاقيا، والضمير ويقابل مفاهيم الطفل عما يراه أبواه خبيثا وسيئا.
يمكن القول إن مفهوم الشخص يتحدد في الفلسفة كجوهر ثابت وكذات حرة، أما العلوم الإنسانية (كعلم النفس) فستعتبر الإنسان كموضوع تحت محك التجريب، فوضعت محموعة من النماذج النظرية والمنهجية لدراسته علميا.

3- مسارات المفهوم التاريخية:

3-1- مفهوم الشخص في التراث اليوناني:
- الشخص صفة ألصقت بالمواطن اليوناني وتعني الإنسان الفرد بينما ألغيت هذه الصفة على العبيد (آلة) وعلى الأجانب (البرابرة) وستشكل هذه الفكرة مستقبلا مرجعا للنزعة المركزية الغربية وللتوجهات الاستعمارية.
- غير أن فكرة الذات العاقلة والحرة المتمسكة بهويتها الشخصية رغم التحولات التي تعرفها قد ظهرت مع سقراط وأفلاطون. فسقراط من خلال قولته الشهيرة اعرف نفسك بنفسك قد حاول أن يبين أن هناك الأنا أو الذات القادرة على تحقيق معرفة ذاتية بذاتها دون حاجة إلى الغير. كما أن أفلاطون في محاورة فيدون أكد على أن الشوائب المادية والجسدية تعيق النفس على بلوغ حريتها وتحقيق معرفة كاملة بذاتها.

3-2- مفهوم الشخص في الفلسفة الإسلامية:
- في محاولة ابن سينا ملامسة مفهوم الشخص نجده يعتبر أن النفس ثابتة وغير متغيرة، على الرغم من التغيرات التي تطرأ على الجسد ويعتمد في ذلك على دليلين:
i- كونها تستطيع أن تتذكر أحداثا مضت بينما هذه الإمكانية غير قائمة في الجسد.
ii- رغم أن الشخص يكون في حالة سكر وتخدير لا يستطيع أن ينسى أنه أنا.

3-3- الشخص في العصر الحديث:

- أثار ديكارت مفهوم الأنا أو الذات والذي سيشكل الأرضية الصلبة لتحديد مفهوم الشخص. فهذه الأنا هي شرط الوجود (الكوجيو الديكارتي) تنفلت من أية عملية شك. فأنا أشك في كل شيء ولكن لا أستطيع أن أشك في أني لا أشك. وما دمت كذلك فأنا موجود وكل ما يحيط بي موجود. أي أن ديكارت يعتبر أن الذات أو الشخص أساس المعرفة اليقينية، وأساس التمييز بين الصواب والخطأ والخير والشر. وهي ذات حرة ومستقلة.
- أما كانط فقد ربط بشكل صريح بين الأخلاق والشخص وتجلى ذلك في اعتماده على عبارة الأمر المطلق. ويعني أن نتصرف أخلاقيا إزاء الآخرين بالشكل الذي نتصرف به مع ذواتنا وذلك باعتبار الإنسان غاية وليس وسيلة.

4- استنتاج:
  أمام هذا التنوع في دلالات مفهوم الشخص فنحن أمام مفارقات كثيرة ففي التحديد الأول لا نجد تمييزا بين الإنسان وباقي موضوعات العالم، فالشخص هو كل ما أمكن رؤيته من بعيد وعلى كل جسم له ارتفاع. لا فرق إذن بين الإنسان والجمل والربوة. ومن جهة ثانية يرتبط الشخص أساسا بالقناع وبالمسرح وبالتشخيص. الشخص إذن قناع يضعه الإنسان أو الممثل ليظهر به أما العالم وليخفي به حقيقته، إنه يظهر من خلاله ما ليس هو فعلا أو لنقل يظهر به الرمزي والمتخيل ويخفي به الواقعي والحقيقي...

5- إشكالات المفهوم:
    يشير مفهوم الشخص إلى الذات الإنسانية من حيث هي ذات واعية ومفكرة من جهة، وذات حرة ومسؤولة من جهة أخرى. إذا كان الكثير من الفلاسفة قد ركزوا على جانب الوعي والفكر باعتبارهما يمثلان جوهر الشخص البشري، فإن هناك أبعاد أخرى تميز هذا الكائن: بيولوجية ونفسية واجتماعية وغيرها. فللشخص صفات جسدية متغيرة، كما أن له حياة نفسية متقلبة، ثم إنه كائن سياسي وأخلاقي محكوم بروابط وعلاقات مع الغير.
    أمام كل هذه المحددات نجد أن مفهوم الشخص يثير الكثير من الإشكالات أهمها:
- ما الذي يتغير في الشخص؟ وما الذي يبقى ثابتا؟ أين تتمثل هوية الشخص؟ هل هي هوية واحدة أم متعددة، ثابتة أم متغيرة؟
- ما الذي يميز الشخص ويمنحه قيمة وتميز عن باقي الحيوانات والأشياء؟ وما الذي يؤسس البعد القيمي-الأخلاقي للشخص؟ وكيف تتحدد قيمته، هل في النظر إليه كغاية في ذاته أم كوسيلة لتحقيق غايات أسمى منه؟
- بأي معنى يمكن النظر إلى الشخص كذات حرة ومستقلة؟ ألا يمكن القول بأن حريته مشروطة بأوضاع وإكراهات اجتماعية؟


المحور الأول: الشخص والهوية
يمكن تعريف الشخص حسب لوك بالذات أو الأنا القادرة على تعقل ذاتها وإدراكها في مختلف السياقات والوضعيات التي تواجهها. أي معرفة الذات من خلال الوعي بالذات أو الأنا المفكرة التي تظل هي هي رغم التحولات التي تعرفها في الزمان والمكان. وهذا ما يشكل الهوية الشخصية.
فما الذي يكون الهوية الشخصية؟ وعلى ماذا تتأسس الهوية الشخصية؟ وهل هي هوية ثابتة أم متغيرة؟


عدل سابقا من قبل واحد من الناس في الأربعاء أكتوبر 08, 2014 3:53 pm عدل 5 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://psychos.net
واحد من الناس
Admin
واحد من الناس


المساهمات : 494
تاريخ التسجيل : 28/10/2011
العمر : 42

المفهوم الأول: الشخص Empty
مُساهمةموضوع: الهوية الشخصية بين ديكارت وباسكال   المفهوم الأول: الشخص Emptyالإثنين سبتمبر 24, 2012 6:11 pm

يمكن القول إنه مع ديكارت بدأت تتبلورمعالم المفهوم الحديث للشخص. فمن أجل تأسيس العلوم على أسس متينة خاض ديكارت تجربة الشك: تجربة بدأت بالشك في المعرفة الآتية عن طريق الحس، بسبب خداع الحواس، وانتهت إلى نوع من الشك الجذري، وذلك بالشك في كل شيء. حقيقة واحدة لم يطلها الشك هي قضية: "أنا أفكر إذن أنا موجود ".فقد أتبث ديكارت إذن عن طريق الشك المنهجي أن التفكير باعتباره صفة من صفات النفس هو الشيء الذي يخص الذات و يعكس حقيقتها.

يمكن أن نستخلص أن حقيقة الإنسان كشخص، تتحدد في نظر ديكارت في طبيعة الأنا كشيء مفكر، يتميز بأفعال متعددة و مختلفة ( الشك الفهم، الإثبات، النفي، الإرادة،…الخ) و أن هذا التعدد و الاختلاف في أفعال الأنا لا ينفي وحدته.

غير أن الفيلسوف بليز باسكال أدرك أكثر من غيره من الفلاسفة الطابع الإشكالي للشخص، عندما تساءل حول ما الذي نحبه في شخص ما؟ ففي نظر باسكال عندما نقول إننا نحب شخصا ما, فإننا لا نحب صفاته، لا الجسدية و لا النفسية ، لأن الإنسان يمكن أن يفقد هذه الصفات دون أن يفقد ذاته، فالصفات عموما لا تعكس حقيقة الأنا كشخص. وباسكال هنا يفترض أن هناك ما يمثل حقيقة الأنا كشخص، أي هناك شيء ثابت ومستمر في الإنسان رغم تغير صفاته، هو الذي يمثل هويته الشخصية . من هنا يمكن أن نستخلص من نص باسكال الإشكال التالي:

ما الشخص؟ كيف تحدد حقيقة الأنا كشخص؟ هل تعبر الصفات الجسدية و النفسية عن حقيقة الشخص،وعن هويته؟ ما الذي يكون الهوية الشخصية؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://psychos.net
 
المفهوم الأول: الشخص
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المحور الأول: الشخص والهوية
» المفهوم الثاني: الغير
» المحور الثاني: الشخص بوصفه قيمة
» المحور الثالث: الشخص بين الضرورة والحرية
» تحليل نص ومناقشته- الشخص والهوية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المعرفة للجميع :: الفلسفة والإنسانيات :: فضاء الفلسفة بالثانوي :: ملخصات الدروس-
انتقل الى: